نظرية هوفستد هي نظرية وضعها العالم الهولندي جيرت هوفستد، وتهدف إلى دراسة وفهم الثقافات الوطنية من خلال مجموعة من الأبعاد التي توضح كيف تؤثر القيم والمعتقدات والعادات في سلوك الأفراد داخل المجتمع وفي بيئة العمل، حيث لاحظ من خلالها أن الموظفين من دول مختلفة يتصرفون بطرق متباينة نتيجة اختلاف ثقافاتهم، ومن هنا صاغ ستة أبعاد ثقافية تساعد على مقارنة الثقافات وفهم الفروق بينها، مما يجعل النظرية أداة مهمة في الإدارة الدولية و التسويق و التعليم والتواصل بين الشعوب. ( علي ، 2020 )
وبحسب علي ( 2021 ) فإن الأبعاد الستة الثقافية في نظرية هوفستد هي
كالتالي :
1
- (مسافة السلطة): مدى قبول
الأفراد لعدم المساواة في القوة والسلطة داخل المجتمع والمؤسسات.
2
- (الفردية مقابل الجماعية):
هل تميل الثقافة لأن يكون الفرد مستقلاً، أم أن الانتماء للمجموعة والجماعة أهم؟
3
- (الذكورة مقابل الأنوثة):
ما قيمة التنافس والإنجاز والقوة أمام الرعاية والتعاون وجودة الحياة.
4
- (تجنب عدم اليقين): مدى راحة المجتمع مع الغموض والقوانين والتنظيمات والابتكار
مقابل التمسك بالتقاليد.
5
- (التوجه بعيد المدى مقابل
المدى القريب): هل الثقافة تعطي أهمية للتخطيط الطويل والاجتهاد المستمر
والمدخرات، أم تركز على الحاضر والحفاظ على التقاليد وتحقيق نتائج سريعة.
6
- (التساهل مقابل كبح الرغبات): هل المجتمع يميل إلى السماح بالملذات والاستمتاع
بالحياة بحرية، أم يقيد ذلك ويركز على ضبط النفس.
تقييم السعودية وبعض الدول العربية وفق الأبعاد
بحسب الدراسة
التي قام بها علي ( 2021 ) الأبعاد الثقافية لتصميم مجلة ترحال السياحية وانعکاسها
علي الصورة القومية للمملكة العربية السعودية
- السعودية تمتاز بـ درجة عالية
في مسافة السلطة ، وهذا يعني أن الناس يقبلون هرمية قوية، وجود سلطة مركزية تُدار
المؤسسات، وتبجيل للقيادات.
- السعودية منخفضة في الفردية ،
أي أنها مجتمع جماعي، يكون الولاء للعائلة أو القبيلة أو الجماعة مهماً جداً.
- متوسط إلى مرتفع في الذكورة ،
حيث يقدر الإنجاز والالتزام والتنافس والمكانة الاجتماعية.
- درجة عالية في تجنّب عدم
اليقين ، أي أن الناس يفضلون القوانين الواضحة والتقاليد والقليل من المفاجآت.
- التوجه بعيد المدى للسعودية
يعتبر أقل (36)، مما يدل على أن الحفاظ على التقاليد وتحقيق نتائج سريعة مهمان،
وربما لا يوجد تركيز كبير جداً على التخطيط العميق طويل المدى.
- التساهل مقابل الكبح، السعودية
تميل أكثر نحو الكبح أو ضبط الرغبات، أي أن المجتمع لا يمنح الحرية المطلقة
للاستمتاع، بل هناك ضوابط اجتماعية ودينية قوية.
رأيي في فكرة ستة أبعاد كاملة ومطلوبات الثقافة
هل ستة أبعاد تكفي لوصف ثقافة كاملة؟
هي مفيدة جدا، كمخطط تحليلي تعطي رؤية مكثفة ومقارنات بين الدول لكن:
- ستة أبعاد لا تغطي كل شيء:
فالثقافة تشمل اللغة وهوية جماعية وتاريخ ومواقف تجاه الجنس وحقوق الإنسان، التنوع
العرقي والمذهبي… هذه الابعاد لا يمكن تلخيصها بسهولة في ستة أبعاد فقط.
- الأبعاد تفترض تجانساً داخلياً
في المجتمع، لكنها تغفل الاختلافات داخل الدولة الواحدة: بين المناطق والفئات
العمرية ومستويات التعليم والدخل.
- إن الدين والعرق واللغة
بالإضافة الى التقاليد المحلية قد تلعب دوراً يتجاوز ما تلتقطه هذه الأبعاد.
مثلاً كيفية تعامل المجتمع مع الأقليات أو مدى التنوع أو التغيير
الاجتماعي، قد لا يظهر بوضوح.
رأيي في تعميم الثقافة كمجموعة أفراد لديهم نفس الطباع الشخصية
- هذا التعميم مخاطره كبيرة لأن
الثقافة ليست هوية ثابتة لكل عضو فالأفراد يختلفون، حتى في مجتمع جماعي مثل
السعودية، تجد من يميل للفردية والشغف بالابتكار، أو مستويات كبيرة من الاختلاف في
الطباع.
- كذلك الطباع الشخصية تشكلها
عوامل عدة مثل التنشئة والتعليم والخبرة، الشخصية الفردية، الانفتاح على العالم،
الهجرة، التأثر بوسائل الإعلام.
وفي الختام وبحسب رأيي فإن النظرية مفيدة لفهم بعض السمات الثقافية
الوطنية، وخاصة كيف تشكل القيم العامة والتوقعات تجاه السلطة، الفرد والمجموعة
والتقاليد والتغيير، لكن لا يجب أخذها كقوانين ثابتة أو شاملة، فالثقافة أكبر من
ستة أبعاد، وهناك اختلاف داخل المجتمع.
المراجع :
علي ، أبو الحسن . ( 2021 ) . الأبعاد الثقافية لتصميم مجلة ترحال
السياحية وانعکاسها علي الصورة القومية للمملكة العربية السعودية . المجلة العلمية
لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الإتصال . تم الاسترجاع من الرابط
https://mktc.journals.ekb.eg/article_223162.html
علي ، هيفاء . ( 2020 ) . الثقافة ونظرية هوفستد للأبعاد الثقافية .
موقع اكاديمية حسوب . تم الاسترجاع من الرابط
