في رحلتي لفهم تفكيري وموقفي من الآخرين خلال تقييم الزملاء في المناقشات والواجبات الكتابية، وجدت نفسي أسترجع حديثي الذاتي بعد كل تقييم، محاول تفسير مشاعري وأفكاري وبما أن العقل، كما تشير الأبحاث، ينتج عدد مهول من الأفكار يومياً، فإن فهم هذا السيل الذهني يصبح ضرورة.
في تقييمي
الأخير لزملائي، وجدت نفسي كثيراً ما أفكر بـ: هل قدمت الملاحظات بشكل كاف؟، وهل سيأخذ زميلي ملاحظتي على محمل شخصي؟، هل كان
يجب أن أكون أكثر وضوحا؟.
كانت هذه
الأفكار تلاحقني، وتعكس حجم أهمية وعبء تقديم تغذية راجعة بناءة.
أحكام ذاتية
أحد الأحكام
التي كنت أكررها داخلي هو: أنا لست جيدة في التغذية الراجعة، لكن عند مراجعتي
لسلوكي، لاحظت أنني كتبت تعليقات دقيقة ومحددة، و هذا يوضح كيف أن أحكامي لا تعكس
دوماً الحقيقة، بل قد تكون انعكاساً لمخاوفي أو تجاربي السابقة. ( البصمادي . 2009
)
مثال على
الملاحظة الحقيقية: عندما تحدثت زميلي، نظرت إلى لغة جسده، ورأيته يبتسم ويستخدم
أمثلة واقعية، وهذا أضفى جواً إيجابياً.
في المقابل،
حكمت على زميل آخر بأنه غير مهتم ولكن عند التفكير بعمق، لاحظت أنه كان يتابع
بهدوء ويدون ملاحظات، وهذا تناقض مع حكمي مما يشير إلى أهمية الفصل بين الملاحظات
والأحكام.
أسئلة ذاتية
أحد الأسئلة
المتكررة لدي هو: كيف أكون صريحة دون إيذاء؟، وهو ما يرتبط بحاجة داخلية للتقدير
والانسجام. بناءً على هذا، أدركت أنني أحتاج إلى تغيير اعتقادي بأن الصراحة تؤدي
دائما إلى النفور.
الخطة التي
وضعتها لمواجهة هذا الاعتقاد هي تطبيق نموذج التواصل غير العنيف الذي يتكون من
أربع خطوات: الملاحظة والمشاعر والاحتياجات والالتماس. ( موقع النور ، 2018 )
على سبيل
المثال، بدلاً من قول عرضك كان ضعيفاً، سأقول: لاحظت أنك تحدثت بسرعة، وشعرت
بصعوبة في المتابعة، هل ترغب بممارسة العرض معي؟.
تعليقات على
الحديث الذاتي
الحديث الذاتي
هو مرآتي اليومية. أحياناً يكون ناقداً لاذعاً، وأحياناً محفزاً، تعلمت من خلال
هذا التمرين أن الحديث الذاتي لا يجب أن يكون صامتاً وسلبياً، بل يمكنني أن أروضه
وأوجهه، و تعلمت أيضاً أن الصوت الداخلي ليس عدواً، بل هو أداة إذا تمت إدارتها
بشكل واع. ( موقع مايو كلينك ، د ت )
ما تعلمته من الذكاء العاطفي
تعلمت أن إدراك
الفارق بين الحكم والملاحظة يمكن أن يحدث تحولاً في طريقتي بالتفكير، وبالتالي في
تواصلي، كما تعلمت أن الحديث الذاتي هو نافذتي نحو فهم أعمق لنفسي ولمن حولي، وأن
التغذية الراجعة ليست فقط عملية تقييم للآخر بل هي رحلة لمراجعة نفسي وتفكيري.
وفي الختام و عبر
هذه التجربة تعلمت أن مهارة التقييم لا تبدأ من النظر إلى الزميل، بل من النظر إلى
الداخل إنها تجربة مزدوجة من الفهم والوعي تبدأ بالذات ولا تكتمل دون وعي صادق
بمشاعرنا واحتياجاتنا وأحكامنا وملاحظاتنا، وكلما أحسنت الحديث مع نفسي أحسنت
الحديث مع الآخرين.
الخلاصة:
في رحلتي لفهم
مواقفي وأفكاري أثناء تقييم زملائي، لاحظت أهمية الحديث الذاتي وتأثيره الكبير على
طريقة تقديمي للملاحظات. رغم الأحكام الذاتية السلبية التي كنت أوجهها لنفسي،
أدركت أنها لا تعكس الحقيقة دائماً، بل غالبًا تعبر عن مخاوفي وتجارب سابقة.
تعلّمت التمييز بين الملاحظة والحكم، واستخدمت نموذج التواصل غير العنيف لتقديم
ملاحظات بناءة وصريحة بطريقة لطيفة. من خلال هذا التمرين، فهمت أن الحديث الذاتي
يمكن أن يكون أداة قوية لتحسين الوعي الذاتي والتواصل مع الآخرين، وأن التقييم
الحقيقي يبدأ بالنظر إلى الداخل وفهم مشاعرنا واحتياجاتنا.
Summary:
In my journey to understand my thoughts and attitudes while
evaluating colleagues, I realized the importance of self-talk and its
significant impact on how I provide feedback. Despite my negative
self-judgments, I recognized they do not always reflect reality but often
express fears and past experiences. I learned to differentiate between
observation and judgment and applied the Nonviolent Communication model to give
constructive and honest feedback kindly. Through this exercise, I understood
that self-talk can be a powerful tool to enhance self-awareness and
communication with others, and that genuine evaluation begins with looking
inward and understanding our feelings and needs.
المراجع :
موقع مايو كلينك
. ( 2023 ) . التفكير الإيجابي : توقف عن الحديث السلبي مع النفس للتخلص من التوتر
. تم الاسترجاع من الرابط
موقع النور . (
2018 ) . التواصل غير العنيف (( المتعاطف )) . تم الاسترجاع من الرابط
https://alnnour.com/archives/68166
أبو زعيزع ، عبد
الله . ( 2009 ) . أساسيات الارشاد النفسي والتربوي . عمان ، الأردن : دار يافا
للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط
