قصة الخليفة العباسي المأمون والقاضي
جاء رجل من بلدة
بعيدة يشتكي للخليفة المأمون من قاضي بلدته، قائلاً إنه ظالم لا يفهم. حكى أنه
أقرض رجلاً أربعة وعشرين درهماً، وعندما طالبه بها تهرب منه، وعند اللجوء للقاضي،
أمر القاضي بحبس الدائن بدلاً من المدين لمدة اثني عشر يوماً حتى يتمكن المدين من
جمع المال ضحك الخليفة من غرابة الحكم، ثم أمر بعزل القاضي فوراً. ( قصص واقعية ،
د ت )
اليوم التالي
لعزل القاضي ( كيف عاشه الرجل المظلوم )
اليوم: الأربعاء
صباحاً بالقرب من باب الخان بغداد
لم أنم ليلتي
الماضية إلا بعد طول تفكير، فكلما أغمضت عيني، تذكرت وجه ذلك القاضي وهو يعزل من
منصبه بأمر الخليفة المأمون، والناس حولي تتهامس بدهشة: أيعقل أن شكوى رجلٍ بسيط
من أطراف البلاد تؤدي إلى هذا؟. لست متكبراً ولكنني شعرت للحظة أن صوت المظلوم إذا
صدق، وصل صداه إلى أعلى عرش.
استيقظت مبكراً
على غير عادتي، وغسلت وجهي من ماء النهر القريب، ثم ربطت عمامتي وسرت في شوارع
بغداد وكأنني أمير يمشي بين رعيته. كنت أرى الناس وأشعر أنهم ينظرون إلي باحترام
خفي، ربما هذا خيال ولكن من حقي أن أفرح قليلاً بعد اثني عشر يوماً قضيتها في
السجن ظلماً بسبب رجل ماكر وقاضي غير عادل
مررت أولاً على
بائع الخبز، الذي يعرفني منذ قدومي إلى بغداد، فناولني قرصاً ساخناً وقال مازحاً
أسميك اليوم قاضي القضاة، فقد عزلت قاضياُ بكلمة، ضحكت وقلت له: لو كنت قاضياُ حقاُ،
لحكمت بإعطائي قرصاُ آخر مجاناً فناولني واحداً آخر وقال: خذها صدقة لمن أنقذ
الناس من ظلمه.
بعدها قصدت
السوق لشراء بعض الحاجيات. دخلت دكاناً صغيراً أبيع فيه عباءتي القديمة، فساومني
الرجل بشراسة، وكأنه ينتقم للقاضي المعزول قلت له: يا أخي، خذها بثمنها، ولا تكن
كالقاضي الذي حكم قبل أن يفهم، عندها خف تشدده، وقال ضاحكاً إذا كنت أنت من عزل
القاضي، فلك علي درهم زيادة.
ثم جلست في مقهى
صغير أرتاح فيه من حرارة النهار، جائني النادل كان شاباً نشيطاً، لكنه لا يسمع
جيداً، فطلبت منه ماءً، فجاءني بمرق ساخن ولما اعترضت، قال: حسبتك من أهل الحساء
لا من أهل الماء، فضحك الجالسون، وضحكت معهم، وشعرت أن الدنيا اليوم تبتسم لي كما
لم تفعل من قبل.
وفي الطريق
عائداً إلى الخان الذي أنزل فيه، رأيت صبياً صغيراً يركض خلف حماره، يصرخ: قف أيها
الظالم، فتذكرت خصمي الذي قال للقاضي إن حماره مصدر رزقه، وإنه لا يستطيع سداد
الدين إلا بعد اثني عشر يوماً
اليوم فقط شعرت
أن العدل ليس حلماً، وأن المظلوم يمكن أن يعلو صوته ولو كان بسيطاً لا يحمل مالاً
ولا جاهاً. غداً أعود إلى بلدتي، وسأروي لأهلها كيف أن العدالة لا تحتاج إلى صراخ،
بل إلى صدق وصبر وعقل خليفة لا ينام على ظلم.
الخلاصة :
تحكي القصة عن
رجل مظلوم اشتكى للخليفة العباسي المأمون من قاضي بلدته الذي حكم عليه بالحبس
ظلماً، فاستجاب الخليفة وعزل القاضي فوراً. يصف الرجل في اليوم التالي شعوره
بالفخر والراحة بعد رفع الظلم عنه، وكيف لاحظ احترام الناس له واحتفاءهم بشجاعته.
قضى يومه بين السوق والمقهى والطرقات وكأن الدنيا تبتسم له لأول مرة. في النهاية
أيقن أن صوت المظلوم يمكن أن يصل إلى عرش الخليفة إذا صدق وصبر، وأن العدالة ممكنة
حتى دون مال أو جاه.
Summary:
The story tells of a wronged man who complained to the Abbasid
Caliph Al-Ma’mun about an unjust judge who had imprisoned him unfairly. The
Caliph immediately dismissed the judge. The next day, the man describes his
feelings of pride and relief, as people treated him with hidden respect and
even humor. He spent his day in the market, the café, and the streets, feeling
that life smiled at him again. In the end, he realized that the voice of the
oppressed can reach the highest throne if it is sincere and patient, and that
justice is possible even without wealth or status.
المراجع :
موقع قصص واقعية
. ( دون تاريخ ) . قصص مضحكة جداً من نوادر العرب ولكن بها فكرة جميلة ومسلية
لجميع الاعمار . قصة الخليفة العباسي المأمون والقاضي . تم الاسترجاع من الرابط