تتعرض الاقتصادات العالمية لعدة عقبات ، والتي تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي ، ومن بين هذه العقبات التضخم والانكماش حيث تعتبر من اكثر الظواهر التي تؤثر وبشكل كبير على أداء الاقتصاد ، ولكن ماهي أسباب هذه العقبات ؟ وأي منهما الأكثر خطورة ؟
في البداية يجب علينا معرفة ما هو التضخم وما هو الانكماش :
أولا ً - التضخم هو الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار ، مما يؤدي الى انخفاض القوة الشرائية للعملة . ( العبود ، 2020 )
أي أن قيمة العملة لا يمكنها شراء نفس كمية السلع والخدمات التي كانت بإمكانها شرائها من قبل ، ومثال على ذلك كان سابقاً يمكن شراء 2 كيلو من فاكهة الموز بقيمة 2 دولار ، ولكن الآن فإن 2 دولار لا يمكن شراء سوى 1 كيلو
ثانياً - الانكماش فهو على النقيض تماماً ، ويعرف الانكماش بالانخفاض المستمر في المستوى العام للأسعار ، وهذا لا يعتبر امر إيجابيا ، حيث يكون للانكماش تأثيرات سلبية خطيرة على الاقتصاد .
ومن الأسباب التي تؤدي الى التضخم والانكماش بحسب ( جانقي ، 2020 ) هي :
الأسباب المؤدية للتضخم :
1 - زيادة الطلب : وذلك عند زيادة الطلب على السلع والخدمات بشكل أكبر من قدرة الإنتاج على توفيرها ، أي أن الطلب يكون أكبر من العرض حيث يؤدي ذلك الى ارتفاع الأسعار .
2 – ارتفاع تكاليف الإنتاج : حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج من سلع وخدمات بسبب ارتفاع قيمة المواد الأولية أو ارتفاع الأجور ، يجبر ذلك الى رفع الأسعار من قبل المنتجون لتغطية تكاليف الإنتاج .
3 – زيادة العرض النقدي : تلجأ بعض الحكومات الى زيادة العرض النقدي دون زيادة في الإنتاج ، أو تخفيض أسعار الفائدة ،وهذا يؤدي الى ازدياد الطلب على السلع والخدمات وبالتالي الى ارتفاع الأسعار .
الأسباب المؤدية الى الانكماش :
1 – انخفاض الطب : وذلك عند انخفاض الطلب على السلع والخدمات مع بقاء كميات العرض ثابتة ، حيث يؤدي ذلك الى انخفاض المستوى العام للأسعار وقد يؤثر ذلك على تباطؤ النمو الاقتصادي وارفاع معدلات البطالة و تراجع ثقة المستهلكين والمستثمرين في الاقتصاد .
2 – زيادة الإنتاج : كما أن زيادة كمية الإنتاج بشكل يفوق كمية الطلب يؤدي ذلك الى لجوء المنتجين الى تخفيض الأسعار سعياً للتخلص من الكميات الفائضة لديهم .
3 – تخفيض العرض النقدي : حيث تقوم الحكومات بخفض العرض النقدي أو زيادة أسعار الفائدة ، حيث يؤدي ذلك الى تراجع الطلب على السلع والخدمات وبالتالي انخفاض العام للأسعار .
ولكن ايهما أخطر على الاقتصاد ؟
للرد على هذا السؤال يجب علينا معرفة مخاطر كل من التضخم والانكماش
1 – التضخم : يؤدي الى انخفاض القوة الشرائية للعملة وهذا يؤثر سلباً على مدخرات الأفراد ، كما يخفض قدرة الافراد على الاستهلاك والاستثمار ، بالإضافة الى عدم الاستقرار الاقتصادي بسبب عدم ثبات الأسعار .
2 – الانكماش : يؤدي الى التراجع الاقتصادي بسبب انخفاض الأسعار وتراجع الطلب على السلع والخدمات ، كما يؤدي الى ارتفاع معدلات البطالة ، وتراجع النمو الاقتصادي أو كما يسمى الركود الاقتصادي ، بالإضافة الى تراجع ثقة الافراد والمستثمرين في الاقتصاد يجعلهم أقل اندفاعاً للاستثمار وهذا ما يؤثر سلباً على الاقتصاد .
وبعد معرفة مخاطر التضخم والانكماش ومما سبق أرى أن الانكماش له تأثير سلبي أخطر على الاقتصاد بسبب التأثيرات التي ذكرتها آنفاً وهي ارتفاع معدلات البطالة والركود الاقتصادي وتراجع الاستثمار .
وفي الختام يمثل التضخم والانكماش تحديات كبيرة لأي اقتصاد. يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار اقتصادي إذا لم يتم التعامل معهما بحذر. فبينما يؤدي التضخم إلى تآكل القوة الشرائية و عدم الاستقرار، يمكن أن يدفع الانكماش الاقتصاد إلى الركود طويل الأمد. لذا، يجب على الحكومات والبنوك المركزية تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي واستقرار الأسعار لضمان استقرار اقتصادي مستدام.
المراجع :
العبود، مازن. (2020). قضايا اقتصادية كلية.
جانقي، يعقوب. (2020). الاقتصاد الكلي: مفاهيم وتطبيقات. بيروت: دار النشر العربي.
جميل الحمو / 2024
الخلاصة :
يتعرض الاقتصاد العالمي لعدة عقبات تؤثر سلبًا على أدائه، ومن أبرزها التضخم والانكماش. التضخم هو الارتفاع المستمر في الأسعار، مما يقلل من القوة الشرائية للعملة، بينما الانكماش هو الانخفاض المستمر في الأسعار، والذي يحمل تأثيرات سلبية على الاقتصاد. أسباب التضخم تشمل: 1. زيادة الطلب على السلع والخدمات. 2. ارتفاع تكاليف الإنتاج. 3. زيادة العرض النقدي. أسباب الانكماش تشمل: 1. انخفاض الطلب على السلع والخدمات. 2. زيادة الإنتاج بشكل يفوق الطلب. 3. تخفيض العرض النقدي. مخاطر التضخم تتضمن انخفاض القوة الشرائية، مما يؤثر سلبًا على المدخرات والاستهلاك. أما مخاطر الانكماش فتشمل التراجع الاقتصادي، ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع ثقة المستثمرين. بناءً على التأثيرات، يُعتبر الانكماش أكثر خطورة على الاقتصاد بسبب تأثيراته السلبية العميقة مثل الركود الاقتصادي وارتفاع البطالة. لذا، يتطلب الأمر من الحكومات والبنوك المركزية تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي واستقرار الأسعار لضمان استقرار اقتصادي مستدام.
Summary: The global economy is facing several obstacles that negatively impact its performance, with inflation and deflation being among the most prominent. Inflation is the continuous rise in prices, which reduces the purchasing power of currency, while deflation is the continuous decline in prices, which has negative effects on the economy. The causes of inflation include: 1. Increased demand for goods and services. 2. Rising production costs. 3. Increased money supply. The causes of deflation include: 1. Decreased demand for goods and services. 2. Increased production that exceeds demand. 3. Reduction in money supply. The risks of inflation include a decrease in purchasing power, which negatively affects savings and consumption. On the other hand, the risks of deflation include economic recession, rising unemployment rates, and declining investor confidence. Based on the impacts, deflation is considered more dangerous to the economy due to its profound negative effects, such as economic stagnation and rising unemployment. Therefore, it is essential for governments and central banks to achieve a balance between economic growth and price stability to ensure sustainable economic stability.