تحليل قضية مصانع شركة ابل في الصين من المنظور الاخلاقي

ابل هي إحدى شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم ، ولكنها تعرضت لانتقادات شديدة في ما يتعلق بظروف العمل في مصانعها الصينية . وقد أثيرت تساؤلات حول الجوانب الأخلاقية لممارسات الشركة وتأثيرها على سمعتها ، بما في ذلك قضايا عمالة الأطفال وظروف العمل السيئة . لذلك سنحلل هذه القضايا من منظور أخلاقي وندرس الإيجابيات والسلبيات ، مع التركيز على القيم الأخلاقية الأساسية. ( موقع صدى البلد ، 2014 )

1 - تحليل القضية من منظور أخلاقي :

إذا كانت شركة آبل تتعاقد مع موردين لتوظيف عمال في سن 15 عاماً لتعزيز سعر سهمها، فإن المسألة تتجاوز البعد القانوني وتتعلق ببعد أخلاقي بحت. ففي حين أن القانون الصيني قد يسمح بتوظيف عمال في هذا العمر، فإن المعايير الدولية، مثل تلك التي وضعتها منظمة العمل الدولية، تُعرّف عمالة الأطفال على أنها إشراك الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً في عمل قد يكون ضاراً بصحتهم أو نموهم. من الناحية الأخلاقية، من المتوقع أن تلتزم الشركات متعددة الجنسيات بأعلى المعايير العالمية، بغض النظر عن القوانين المحلية. إن استغلال العمال الصغار من أجل تحقيق الربح ينتهك مبادئ العدالة والإنصاف ولا يحترم رفاهية هؤلاء العمال.

2 - صياغة قضية أخلاقية ضد أبل :

يمكن للتقارير التي تتحدث عن ظروف العمل القاسية في مصانع Apple الصينية، بما في ذلك ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة وتوظيف الاطفال، أن تشكل قضية أخلاقية وتدين الشركة وتلزمها لوضع سياسة صارمة للحد الأدنى للسن. تشمل القيم الأخلاقية الرئيسية في هذه الحالة ما يلي:

- العدالة : بحيث تضمن معاملة جميع العمال بإنصاف، وتوفير بيئة عمل تحترم حقوقهم الأساسية.

- الاحترام : وذلك بالاعتراف بكرامة كل عامل، بغض النظر عن عمره أو خلفيته، وتجنب استغلال ضعفهم.

- المسؤولية الاجتماعية: تحمل الشركة لمسؤوليتها تجاه المجتمع، وضمان أن عملياتها لا تؤثر سلبًا على الأفراد أو المجتمعات والحرص على تطبيق القوانين الدولية بغض النظر عن قوانين البلد التي تعمل بها .

من خلال التركيز على هذه القيم، يمكن بناء حجة قوية للضغط على شركة Apple من أجل إدخال سياسات تحظر توظيف من هم دون سن 18 عامًا وتضمن ظروف عمل إنسانية لجميع العمال في سلسلة التوريد.

3 - صياغة عريضة دفاعية عن أبل :

ومن جهة أخرى يمكن لشركة Apple الدفاع عن ذلك بحجة أنها تعمل ضمن الإطار القانوني للبلد الذي تعمل فيه وتتبع القوانين المحلية المتعلقة بسن العمال. وتشمل القيم الأخلاقية التي يمكن استخدامها في هذا السياق ما يلي:

- الامتثال للقانون و الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية في البلدان التي تعمل فيها الشركة.

- التنمية الاقتصادية: منة خلال توفير فرص عمل للشباب يمكن أن يسهم في تحسين ظروفهم المعيشية ودعم أسرهم.

- الثقافة المحلية: احترام الأعراف والتقاليد المحلية فيما يتعلق بسن العمل والمسؤوليات العائلية.

من خلال هذه القيم، يمكن لشركة ابل أن تساعد في التنمية الاقتصادية وتوفر فرصًا للشباب، مع الالتزام بالقوانين المحلية.

4 - الفرق بين اتخاذ القرار من منظور قانوني وأخلاقي:

يتمثل الفرق بين اتخاذ القرارات القانونية والأخلاقية في أن اتخاذ القرارات القانونية يستند إلى الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها، في حين أن اتخاذ القرارات الأخلاقية يتجاوز ذلك وينطوي على مبادئ وقيم أخلاقية غير منصوص عليها في القانون. في حالة شركة Apple، قد تكون ممارساتها قانونية بموجب القانون الصيني، ولكن يمكن اعتبارها غير أخلاقية بموجب المعايير الدولية لحقوق الإنسان وحقوق العمال. تتطلب عملية اتخاذ القرارات الأخلاقية ألا تركز الشركات على الامتثال القانوني فحسب، بل أن تنظر أيضاً في تأثير ممارساتها على رفاهية العمال والمجتمع.

وفي الختام فإن توظيف العمال الشباب في مصانع شركة ابل الصينية يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها الشركات العالمية في الموازنة بين الامتثال القانوني والمسؤولية الأخلاقية. فبينما قد تمتثل شركة ابل للقوانين المحلية، فإن التوقعات الأخلاقية العالمية تتطلب منها اعتماد معايير أعلى لحماية حقوق العمال وضمان بيئة عمل إنسانية.

https://linktr.ee/jamil_hmo?utm_source=linktree_admin_share