عند تحليل SWOT (القوة، الضعف، الفرص،
التهديدات) أداة فعالة تستخدم عادة في عالم الأعمال، لكنها تبرهن على فاعليتها
الكبرى حين نطبقها على أنفسنا كأفراد، فهو يشبه المرآة التي تكشف لنا ما نملكه من
قدرات، وما نعانيه من عوائق، ويمنحنا وضوحاً في الرؤية لتحديد الطريق الأنسب نحو
التطور الشخصي والمهني. ( أبو كرم و عبد الكريم ، 2013 )
حين قررت أن
أُخضع نفسي لهذا التحليل، لم أتوقع أن يكون بهذه القوة والعمق، حيث ركزت على مشكلة
شخصية تؤثر في حياتي اليومية بشكل كبير: الغضب وردود الفعل السريعة، وما يتبعها من
شخصنة لبعض المواقف، حتى إن كانت عابرة أو غير مقصودة، وقد كانت المفاجأة أنني لم
أكتشف فقط جذور هذه المشكلة، بل وجدت نفسي أمام خريطة واضحة للمواجهة والتغيير.
بداية من نقاط
القوة، وجدت أن لدي وعياً ذاتياً لا بأس به، إذ أستطيع ملاحظة مشاعري بسرعة، وهي
ميزة لا يملكها الكثيرون، هذا الوعي يساعدني على الوقوف للحظة بعد الانفعال،
وتحليل الموقف بموضوعية، كما أن لدي شغفاً بالتعلم والتطوير، وخاصة في مجال الذكاء
العاطفي، وهو ما يدفعني لقراءة المقالات والكتب، واستكشاف طرق تفريغ المشاعر
السلبية بطرق سليمة.
لكنني في الوقت
نفسه اكتشفت نقاط ضعف مهمة مثل سرعة الاستجابة الانفعالية، وتفسير بعض الأحداث على
أنها موجهة ضدي، وهي سمات تزيد من تأجيج الغضب داخلي، كما أنني أكرر التفكير في
مواقف مزعجة مضت، وهذا يستهلك جزءاً كبيراً من طاقتي الذهنية والعاطفية.
أما الجانب الذي
منحني الأمل فعلاً، فهو الفرص المتاحة أمامي، هناك الكثير من الموارد الرقمية و
الدورات التدريبية بالإضافة الى الكتب التي يمكنني اللجوء إليها لتعلم مهارات
جديدة أو الحصول على دعم نفسي، حتى محيطي الشخصي فيه من الأفراد من لديهم
الاستعداد لفهمي ودعمي، بشرط أن أُفصح لهم عما أمر به.
في المقابل
التهديدات موجودة مثل ضغط العمل، والتعامل مع أشخاص مستفزين، وشعوري بالذنب بعد
الانفعال، لكن ما تعلمته من هذا التحليل هو أنني لا أستطيع تغيير كل الظروف، لكنني
أستطيع تغيير ردود أفعالي تجاهها.
أهم ما خرجت به
من هذا التمرين، هو أن الغضب والشخصنة لم يعودا مجرد مشكلتين في السلوك، بل مؤشرين
إلى منظومة داخلية تحتاج إلى تنظيم. لذلك وضعت خطوات عملية واضحة سأبدأ بها:
1 - ممارسة
تمارين التنفس العميق يومياً.
2 - تخصيص
دفتر لتسجيل المشاعر بعد كل موقف انفعالي.
3 - قراءة
محتوى أسبوعي عن الذكاء العاطفي.
4 - الانضمام
لدورات تدريبية خاصة بالذكاء العاطفي.
5 - الحصول
على تغذية راجعة من شخص أثق به كل أسبوع.
وفي الختام إن
تحليل SWOT لم يكن مجرد مهمة دراسية، بل كان لحظة مواجهة مع الذات لقد منحني
وضوحاً لم أكن أملكه، وعرفني على أدوات أستطيع من خلالها السيطرة على انفعالاتي
وتطوير استجابتي، انه أشبه بجسر عبور من التوتر واللوم إلى الهدوء والفهم، ومن هنا
أبدأ رحلتي نحو نسخة أفضل من نفسي، بثقة وخطوات صغيرة لكنها واثقة.
المراجع :
أبو الكرم ،
رقية و عبد الكريم ، ياسمين . ( 2013 ) . العدوى الشعورية والسلوكية . موقع ما
وراء الطبيعة . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.paranormalarabia.com/2013/02/blog-post_20.html