نظرية العود الأبدي لنيتشه

تعتبر نظرية العود الأبدي للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه من أبرز المفاهيم الفلسفية التي تتناول فكرة تكرار الأحداث والوقائع بلا نهاية، حيث تفترض هذه النظرية أن كل ما نعيشه سيعاد مراراً وتكراراً بنفس التفاصيل ، مما يضع الإنسان أمام تساؤلات حول كيفية عيش حياته واتخاذ قراراته.

من خلال دراسة حياة ( تاميكا تانكسلي ) و ( والاس سوزا ) يمكننا استكشاف تطبيقات هذه النظرية وتأثيرها على مسارات حياتهما.

في البداية دعونا نلقي الضوء على نظرية العود الأبدي لنيتشه

فبحسب موقع هنداوي ( د ت ) تشير نظرية العود الأبدي إلى فكرة تكرار الكون وكل ما يحدث فيه بلا نهاية ، بحيث تعاد نفس الأحداث والتجارب مراراً وتكراراً ، و يطرح نيتشه هذه الفكرة كتجربة فكرية تدفع الإنسان للتفكير في كيفية عيش حياته ، فإذا كنت ستعيش حياتك مرة أخرى وبنفس التفاصيل هل ستختار نفس الخيارات؟

هذا التساؤل يحث الفرد على تقييم أفعاله وقراراته ، والسعي لعيش حياة تستحق التكرار الأبدي .

تطبيق النظرية على حياة “تاميكا تانكسلي”

تخرجت تاميكا تانكسلي من جامعة تيمبل عام 2000، وخلال عقد من الزمن، أصبحت مديرة برامج التواصل والشؤون المجتمعية في مكتب سيناتور بولاية بنسلفانيا ، حيث تصف مسؤولياتها بربط السيناتور بقادة المجتمع ، و المنظمات الدينية، والدوائر الانتخابية . تقول تانكسلي: “لم أختر السياسة، بل السياسة هي التي اختارتني وإذا اضطررت إلى القيام بذلك من جديد، فلن أغير شيئاً. ( جامعة الناس ، 2025 )

هذا التصريح يعكس توافقاً مع مفهوم العود الأبدي ، فهي تعبر عن رضاها التام عن مسار حياتها ، واستعدادها لتكرار نفس التجارب دون تغيير. يعكس هذا قبولها لتجاربها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، واعتبارها جزءً لا يتجزأ من هويتها ومسارها المهني.

الصدام الثقافي والقيم الأخلاقية: حالة والاس سوزا

“والاس سوزا” كان صحفياً ومقدماً تلفزيونياً برازيلياً، اشتهر ببرنامجه الذي يغطي الجرائم . لزيادة نسب المشاهدة ، اتهم والاس بتدبير جرائم قتل ليتمكن من تغطيتها حصرياً في برنامجه، مما أثار جدلاً واسعاً حول أخلاقيات الإعلام ودوره في المجتمع . ( BBC ، 2009 )

يرى نيتشه أن الصدام الثقافي والقيمي يمكن أن يكون دافعاً للتخلي عن النظم الأخلاقية التقليدية، والبحث عن قيم جديدة تتناسب مع التجارب الحياتية الفريدة. في حالة سوزا، يظهر هذا الصدام بين السعي للشهرة والنجاح المهني وبين القيم الأخلاقية المتعارف عليها، و هذا التناقض قد يدفع الأفراد لإعادة تقييم معاييرهم الأخلاقية ، والبحث عن منظومة قيمية تتوافق مع واقعهم وتجاربهم الشخصية . ( موقع هنداوي ، د ت )

العودة الأبدية والشغف المهني: رؤية تانكسلي

تؤكد تانكسلي أن عملها في القطاع الحكومي مكنها من إلهام الناس يومياً، وأن هذا الشغف يدفعها للاستمرار والعطاء ومن منظور العود الأبدي يمكن تفسير هذا الشغف كدافع لعيش حياة مليئة بالمعنى والتأثير الإيجابي ، حيث أن كل فعل يقوم به الفرد سيعاد تكراره بلا نهاية و هذا الوعي يعزز من قيمة الأفعال اليومية ، ويدفع الأفراد للسعي لتحقيق أقصى إمكاناتهم ، وترك بصمة إيجابية تدوم في دائرة الحياة الأبدية .

اختيار المسار المهني: بين “سوزا” و”تانكسلي”

برأيي عند مقارنة حياتي ( سوزا ) و ( تانكسلي ) يظهر تباين واضح في القيم والدوافع ، بينما سعى سوزا للشهرة بأي وسيلة ، حتى لو كانت غير أخلاقية، اختارت تانكسلي مساراً مهنياً يركز على خدمة المجتمع وإلهام الآخرين.

من منظور العود الأبدي، يتوافق المسار الذي اختارته تانكسلي مع فكرة عيش حياة تستحق التكرار، مليئة بالمعنى والتأثير الإيجابي ، هذا النهج يعكس التزاماً بالقيم الإنسانية، وسعياً لتحقيق تغيير حقيقي في حياة الناس .

وفي الختام تبرز دراسة حياة ( تاميكا تانكسلي ) و ( والاس سوزا ) تطبيقات عملية لنظرية العود الأبدي لنيتشه ، بينما تعكس حياة تانكسلي قبولًا ورضا عن المسار المهني، وسعياً للتأثير الإيجابي، تظهر حياة سوزا صراعاً مع القيم الأخلاقية التقليدية، وسعياً للشهرة بوسائل مشكوك فيها ، فمن خلال هذا التحليل يتضح أن تبني منظور العود الأبدي يمكن أن يكون دافعًا لعيش حياة مليئة بالمعنى والتأثير الإيجابي والرضا الذاتي .

https://linktr.ee/jamil_hmo?utm_source=linktree_admin_share