تلعب الصدمات
المالية والتوقعات العقلانية دوراً مهماً في فهم سلوك الأسواق المالية وتفاعل
الأفراد مع التغيرات الاقتصادية و يمكن للصدمة المالية أن تؤدي إلى اضطرابات
اقتصادية مفاجئة ، في حين تساعد التوقعات العقلانية في تفسير كيفية استجابة
الأفراد لهذه الصدمات بناءً على المعلومات المتاحة .
تعريف الصدمة المالية
تشير الصدمة المالية إلى تغير مفاجئ
وكبير في الأسواق المالية أو النظام الاقتصادي، مما يؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة
على الأفراد و الشركات والدول ، و قد تكون هذه الصدمة نتيجة عوامل اقتصادية مثل
الأزمات المصرفية ، أو سياسية مثل العقوبات الاقتصادية، أو طبيعية مثل الكوارث
البيئية . ( الجنابي ، 2016 )
مثال : الأزمة المالية العالمية 2008
تعد الأزمة المالية لعام 2008 من أبرز الصدمات
المالية في التاريخ الحديث ، حيث بدأت بانهيار سوق الرهن العقاري في الولايات
المتحدة وامتدت إلى الأسواق العالمية و أدت هذه الصدمة إلى إفلاس العديد من
المؤسسات المالية الكبرى ، وانخفاض قيمة الأصول وارتفاع معدلات البطالة كما أثرت
الأزمة بشكل كبير على الأسواق العالمية ، مما استدعى تدخل الحكومات بضخ سيولة ضخمة
لإنقاذ المؤسسات المالية المتعثرة . ( جويد ، 2012 )
التوقعات العقلانية
تعتمد نظرية التوقعات العقلانية على
فكرة أن الأفراد يتخذون قراراتهم الاقتصادية بناءً على جميع المعلومات المتاحة لهم
، ويتوقعون المستقبل بشكل عقلاني بناءً على هذه المعلومات ، وتفترض النظرية أن
القرارات المالية للأفراد تتكيف مع التغيرات الاقتصادية المتوقعة ، مما يقلل من
تأثير السياسات الاقتصادية غير المتوقعة . ( الجنابي ، 2016 )
مثال من تجربة شخصية
عندما بدأت العمل في مجال إدارة شؤون الموظفين ،
لاحظت أن الزيادات في الرواتب والمكافآت تؤثر على سلوك الموظفين بشكل كبير خلال
فترة من التضخم الاقتصادي ، كنت أتوقع أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى مطالبات متزايدة
برفع الرواتب و بالفعل بدأت الشركة في مراجعة سياساتها لتعويض التأثير الاقتصادي
على الموظفين و هذا يتوافق مع مفهوم التوقعات العقلانية ، حيث أن توقعاتي وزملائي
استندت إلى تحليل منطقي للأوضاع الاقتصادية وليس مجرد افتراضات عشوائية .
الصدمات المالية والتوقعات العقلانية
هناك تفاعل قوي بين الصدمات المالية
والتوقعات العقلانية ، حيث تؤثر الصدمات المالية على توقعات الأفراد ، بينما يمكن
أن تلعب التوقعات العقلانية دوراً في تخفيف تأثير هذه الصدمات ،
ومثال على ذلك ، خلال الأزمة المالية لعام 2008،
لم يكن الجميع متأثراً بنفس الدرجة ، حيث أن بعض المستثمرين الذين توقعوا الأزمة
واستعدوا لها تمكنوا من تقليل خسائرهم من خلال اتخاذ قرارات استثمارية عقلانية .
وفي الختام تمثل الصدمة المالية
والتوقعات العقلانية مفهومين أساسيين في الاقتصاد والتمويل ، حيث تؤثر الصدمات
المالية بشكل كبير على الأسواق والأفراد ، في حين تساعد التوقعات العقلانية في
تفسير كيفية استجابة الأفراد لهذه التغيرات ، و من خلال دراسة الأزمات المالية مثل
أزمة 2008 وتجارب شخصية في مجال العمل ، يتضح أن اتخاذ قرارات مستندة إلى
المعلومات والتحليل المنطقي يمكن أن يخفف من تأثير الصدمات الاقتصادية ، وهو ما
يؤكد أهمية الفهم العميق لهذه المفاهيم في الحياة العملية .
المراجع :
الجنابي
، نبيل . ( 2016 ) . التوقعات العقلانية . عمان ، الاردن : دار غيداء للنشر
والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/107215
جويد ،
رائد . ( 2012 ) . الازمة المالية العالمية لعام 2008 . كلية العلوم السياسية ،
جامعة النهرين . تم الاسترجاع من الرابط
https://nahrainuniv.edu.iq/en/node/1863