ad-cent ad-bot ad-h3-1 ad-top ad-cent ad-bot
📁 آخر الأخبار

سياسة التمييز الإيجابي في جوجل: هل تحقق العدالة وتدعم النجاح؟


في عالم الشركات العالمية ، أصبح التنوع في بيئة العمل ليس مجرد شعار، بل استراتيجية ضرورية لتحقيق النجاح . ( العامري والغالبي ، 2008 )

 ومن بين الشركات التي تبنت هذا النهج بقوة ، تظهر جوجل كواحدة من الشركات الرائدة التي تؤمن بأن التنوع داخل فرق العمل يؤدي إلى تحسين الابتكار، ويضمن تلبية احتياجات العملاء المتنوعين حول العالم ،  حيث تعتمد جوجل على سياسة التمييز الإيجابي ، التي تهدف إلى توظيف المواهب من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية ، دون فرض قيود متعلقة بالعرق أو الدين أو السن ، لكن هل نجحت هذه السياسة في تحقيق أهدافها؟ وما مدى تأثيرها على سوق العمل والمجتمع ؟

 


تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص :

من أهم فوائد سياسة التمييز الإيجابي أنها تسهم في خلق بيئة عادلة داخل المؤسسات ، حيث تمنح الفرص لجميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم . ( العامري والغالبي ، 2008 )

وعند الاطلاع على سياسة شركة جوجل ( موقع about.google) نجد أنها تتجنب أي تمييز ضد فئة معينة ، بل تسعى لضمان أن يحصل الجميع على فرص متساوية للتوظيف بناءً على كفاءتهم وليس على أساس عوامل أخرى ، وهذه السياسة تتيح للأفراد الموهوبين من مختلف الفئات فرصة العمل في بيئة عادلة ، مما يعزز من تكافؤ الفرص في سوق العمل .

ومثال على ذلك إذا كانت هناك شركة لا تعتمد سياسة التمييز الإيجابي ، فقد تميل بشكل غير مقصود إلى توظيف أشخاص بحسب عرقهم او ميولهم السياسي أو الديني  ، مما يحد من فرص الأقليات لكن مع سياسة التنوع التي تتبعها جوجل يتاح المجال لجميع الكفاءات لإثبات جدارتها.

 

تحقيق الفائدة للمجتمع وتقليل التوتر :

عندما تقلل المؤسسات من التمييز في تعيناتها ، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل ، فعندما يتمكن الأفراد من تحقيق نجاحهم المهني بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو ميولهم  ، فإن ذلك يخلق بيئة أكثر استقراراً وانسجاما . ( العامري والغالبي ، 2008 )

فسياسة جوجل في دعم التنوع جعلتها مثالاً يحتذى به ، حيث إنها تساعد في خلق نموذج عمل أكثر عدالة يمكن أن تستفيد منه شركات أخرى.

بالإضافة الى ذلك فإن تبني التنوع في بيئة العمل يقلل من التوتر والقلق بين الموظفين ، فعندما يشعر الجميع بأنهم حصلوا على وظائفهم بناءً على قدراتهم وليس بسبب الانتقاء من فئة معينة ، فإن ذلك يعزز من الروح المعنوية داخل الشركات مما يؤدي إلى إنتاجية أكبر وبيئة أكثر راحة للموظفين.

 

التنوع يساعد المؤسسات على تحقيق أهدافها :

تظهر العديد من الدراسات أن الشركات التي تتبنى التنوع في التوظيف تكون أكثر نجاحاً في سوق العمل من الشركات التي لا تطبق هذه السياسة ، يمكن تفسير ذلك بأن التنوع يفتح المجال أمام أفكار جديدة ومنظورات مختلفة ، مما يحسن من الإبداع في العمل ويؤدي إلى تطوير منتجات أكثر توافقا مع احتياجات المستهلكين . ( العامري والغالبي ، 2008 )

 

لو كان عليّ اختيار اتجاه واحد من الاتجاهين المطروحين حول التمييز الإيجابي، فسأميل إلى فكرة أن الشركات التي تطبق هذه السياسة تكون أكثر نجاحاً في السوق ، والدليل على ذلك أن جوجل ، التي تتبنى التنوع استطاعت أن تصبح واحدة من أكثر الشركات تأثيراً وابتكاراً في العالم.

فعندما تكون فرق العمل متنوعة يمكنها تقديم أفكار وحلول تناسب جميع العملاء وليس فقط شريحة معينة .

 

تقديم الدعم من دافعوا الضرائب أو الدعم الحكومي و المبادرات والمساعدات المؤسسات الخاصة :

في رأيي كلا النهجين مهم ، لكن المبادرات التي تأتي من الشركات الخاصة قد تكون أكثر فعالية ، عندما تتبنى شركات مثل جوجل هذا النهج ، فإنها لا تعتمد على تمويل خارجي، بل تدمجه داخل سياساتها ، مما يضمن استمراريته دون الحاجة إلى دعم حكومي دائم ، بالإضافة الى ان مثل هذه الممارسات سوف تنتقل الى باقي المؤسسات الخاصة من خلال تعمد سيرها في طريق الشركات الكبرى .

 

الجهل بمفهوم التمييز العنصري :

قبل دراستي لمفهوم التميز العنصر فقد كنت أنظر إلى سياسة جوجل من زاوية مختلفة ، حيث كنت أعتقد في البداية أن الأمر مجرد دعاية تسويقية ، أو أن الشركة تفرض معايير توظيف غير عادلة.

لكن عندما فهمت أن الهدف من التمييز الإيجابي هو إزالة العوائق التي واجهتها بعض الفئات ، سأرى أن هذه السياسة ليست فقط عادلة ، بل ضرورية أيضاً.

و من الناحية الأخلاقية ما تفعله جوجل هو أمر إيجابي ، لأنه يخلق بيئة تتيح للجميع فرصاً متكافئة دون النظر إلى انتمائهم .

 

وفي الختام فإن سياسة التنوع في التوظيف ليست مجرد محاولة لتحقيق العدالة الاجتماعية فحسب ، بل هي استراتيجية فعالة تساعد الشركات على النجاح في بيئة عمل عالمية من خلال منح الفرص للأفراد الموهوبين من جميع الفئات ، كما تستطيع الشركات تحسين إنتاجيتها ، وتقليل التوتر داخل بيئة العمل ، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر عدالة.



 https://linktr.ee/jamil_hmo?utm_source=linktree_admin_share



المراجع :

العامري ، صالح و الغالبي ، طاهر . ( 2008 ) . الإدارة والاعمال . عمان ، الأردن : دار وائل للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط

https://platform.almanhal.com/Reader/Book/97

 

موقع ( about.google ) . ( دون تاريخ ) . نهجنا في العمل مع الموردين وشركاء التوظيف حول العالم . تم الاسترجاع من الرابط

https://about.google/intl/ar_zz/extended-workforce/

 


تعليقات



الاجتماعات المملة لا تضيف قيمة، بل تقتل الإنتاجية وتستهلك طاقة الفريق. إذا كنت تريد نتائج حقيقية، اجعل اجتماعاتك قصيرة، واضحة، وذات هدف محدد. ✨ لا تجتمع لمجرد الاجتماع، اجتمع لتحقق شيئاً! ⏳ كل دقيقة تُهدر في اجتماع غير ضروري هي دقيقة ضائعة من وقت العمل الفعّال. 🎯 حدد الهدف مسبقاً، التزم بالوقت، وركز على الحلول بدلاً من الجدل.