يمر الاقتصاد في العالم بعدة تقلبات وازمات ومن هذه الازمات التي يمر بها الاقتصاد الركود والكساد ، فما هو الركود والكساد وما الفرق بينهما .
الركود هو انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لربعين سنويين على التوالي ، كما أنه يعتبر ايضاُ تراجع كبير في النشاط الاقتصادي يمتد لبضعة أشهر . ( أرقام ، 2022 )
أما الكساد فهو ايضاً تراجع كبير في النشاط الاقتصادي يمتد لعدة سنوات ، ويؤثر الكساد على الاقتصاد العالمي ( أرقام ، 2022 )
وهذا يعني أن الفرق بين الكساد والركون هو بالمدة و حجم التأثير العالمي فالكساد يمتد لفترة أكير من الركود وكما ، وبالتالي فإذا استمر الركود الاقتصادي لمدة طويلة يتحول ذلك الى كساد .
وبالرجوع الى انتشار وباء كوفيد 19 ( كورونا ) والذي بدأ في نهاية عام 2019 م فقد دخل العالم بمرحلة من الركود الاقتصادي بسبب هذه الجائحة والتي انتشرت عالمياُ
و قد أثرت على التدفق الدائري للدخل بجميع قطاعاته الأربعة وهي
1 – قطاع العائلات : فبسبب ازدياد البطالة و انخفاض معدل الرواتب فقد اضطرت العائلات الى تقليل الانفاق و انحصاره على المواد الأساسية فقط ، لتستطيع العيش .
2 – قطاع الاعمال : بسبب انخفاض الانفاق في قطاع العائلات كما ذكرت سابقاً أدى ذلك الى انخفاض الطلب وبالتالي فقد اضطرت الشركات الى تقليل عدد العمال ، و منها ما قد اعلن اقفاله تماما ، وذلك انعكس ايضاً على زيادة معدلات البطالة ، وانخفاض الإنتاج ، وانخفاض الانفاق على عناصر الإنتاج .
3 – قطاع الحكومي : تأثر القطاع الحكومي بشكل كبير في الركود بسبب انتشار هذا الوباء ، فكما ذكرت سابقاً بسبب ازدياد معدلات البطالة ، وانخفاض الانفاق فقد انعكس ذلك على معدلات الضريبة وانخفضت قيمة المبالغ المتحصلة من قبل الحكومات وهذا ما أدى الى انخفاض الانفاق الحكومي على المشاريع الاقتصادية .
4 – قطاع التجارة : تأثر أيضا قطاع التجارة بانخفاض انفاق العائلات ، فقد انخفض الواردات والصادرات ، و أدى ذلك الى شلل في قطاع الاستثمار بشكل عام .
ومما سبق وللأسباب الأنف ذكرها يتضح أن الركود بسبب انتشار وباء كوفيد 19 قد انعكس تأثيره على المؤشرات الكلية للاقتصاد بشكل عام ومن المؤشرات الأكثر تأثرياً برأيي :
1 – معدل البطالة
2 – الناتج الكلي والدخل الكلي
3 – الموازنة والميزانية العامة للدولة
ولمعرفة أن الركود قد تطور الى كساد وذلك من خلال امتداد مدة الركود لتتجاوز العام و انتشاره ليصبح كساد عالمي كما حصل للاقتصاد العالمي لعام 2009 م
ومن جهة أخرى وبعد انتهاء وباء كرونا تجاوز الاقتصاد هذا الركود وعاد الى الانتعاش من خلال بعض المؤشرات أذكر منها :
1 – انخفاض معدلات البطالة بسبب عودة الشركات للعمل بشكل متدرج حتى وصلت الى مرحلة الإنتاج الكامل
2 – ارتفاع الناتج المحلي بسبب زيادة الطلب على المنتجات والخدمات من قبل الافراد
3 – ارتفاع القوة الشرائية والانفاق من قبل الافراد والاسر بسبب انخفاض معدلات البطالة وعودة التدفق النقدي الى قطاعاته الأربعة
وقد ساهمة السياسات الاقتصادية الصحيحة على تجاوز أزمات الكساد عام 2009 والركود الناتج عن وباء كرونا وذلك من خلال تطبيق بعض هذه السياسات النقدية والمالية في معظم دول العالم وأذكر منها
أولاً – فترة الكساد العالمي عام 2009 :
1 – تم زيادة الانفاق الحكومي لدعم الاقتصاد وعودة النمو الاقتصادي
2 – تخفيض الضرائب لدعم الافراد والشركات
3 – خفض أسعار الفائدة لتشجيع الاقتراض والاستثمار
4 – تقديم دعم مالي للبنوك والمؤسسات المالية المتعثرة ( حداد ، 2009 )
ثانياً – فترة الركود الناتج عن وباء كوفيد 19 :
1 – تقديم اعانات للأفراد والاسر المتضررة من خلال الحكومات والجمعيات الخيرية
2 – دعم الأجور للحفاظ على الوظائف ومنع التسريح الجماعي
3 – تقديم تسهيلات ائتمانية وقروض بشروط ميسرة لدعم الشركات الكبيرة والصغيرة . ( منظمة التعاون الاقتصادي ، 2020 )
ولكن هل تم تطبيق هذه السياسات في جميع دول العالم ، نرى أن بعض الدول قد تجاوزت هذه الأزمات بشكل أسرع من دول أخرى ، بالإضافة الى أنه مازالت بعض دول العالم تعاني من هذه الازمات حتى وقتنا الراهن ، ولكن لماذا ، عند الاطلاع على سياسات الدول نرى بعضها طبق هذه السياسات بشكل صحيح واستطاع تجاوز الازمات تماماُ مثل ما حصل في المملكة العربية السعودية ، ولكن بالمقارنة مع دول أخرى نرى أنها وبسبب عدم تطبيق هذه السياسات أو التأخر في تطبيقا ، فقد عانت من هذه الازمات لمدة أطول ومنها من لم يستطيع تجاوزها بالشكل الكامل .
وفي الختام فقد ساهمت السياسات الاقتصادية في الحد من التدهور الاقتصادي السريع وساعدت في استقرار الأسواق ، و عودة منحنيات العرض والطلب الى وضعها الطبيعي ، وعودة الاقتصاد الى الازدهار تدريجياً
المراجع :
موقع أرقام . ( 2022 ) . ما الفرق بين الكساد والركود الاقتصادي . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/1564453
حداد ، منير . 2009 . 2009 سنة الكساد والانتعاش الاقتصادي . موقع ايلاف . تم الاسترجاع من الرابط
https://elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/1/398864.htm
مجموعة البنك الدولي . 2022 . الآثار الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) . تم الاسترجاع من الرابط
الخلاصة :
يمر الاقتصاد العالمي بتقلبات وأزمات، منها الركود والكساد. الركود هو انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لربعين متتاليين، ويستمر لعدة أشهر، بينما الكساد هو تراجع اقتصادي يمتد لسنوات ويؤثر على الاقتصاد العالمي. إذا استمر الركود لفترة طويلة، يمكن أن يتحول إلى كساد.
تأثرت الاقتصادات العالمية بشدة بسبب وباء كوفيد-19، مما أدى إلى ركود اقتصادي. أثر هذا الركود على القطاعات الأربعة: العائلات، الأعمال، الحكومة، والتجارة، حيث انخفض الإنفاق والطلب، وزادت معدلات البطالة.
من المؤشرات الأكثر تأثراً بالركود كانت معدلات البطالة والناتج الكلي. إذا استمر الركود لأكثر من عام، يمكن أن يتحول إلى كساد عالمي كما حدث في 2009.
بعد انتهاء الوباء، بدأ الاقتصاد في التعافي، حيث انخفضت معدلات البطالة وزاد الناتج المحلي. ساهمت السياسات الاقتصادية الصحيحة في تجاوز الأزمات، مثل زيادة الإنفاق الحكومي وتخفيض الضرائب.
تفاوتت استجابة الدول لهذه السياسات، حيث تمكنت بعض الدول من التعافي بسرعة، بينما لا تزال أخرى تعاني. في النهاية، ساعدت السياسات الاقتصادية في استقرار الأسواق وعودة الاقتصاد إلى الازدهار تدريجياً.
Summary:
The global economy is experiencing fluctuations and crises, including recessions and depressions. A recession is defined as a decline in real GDP for two consecutive quarters, lasting for several months, while a depression is a prolonged economic downturn that extends for years and affects the global economy. If a recession persists for an extended period, it can turn into a depression.
Global economies were severely impacted by the COVID-19 pandemic, leading to an economic recession. This recession affected four sectors: households, businesses, government, and trade, resulting in decreased spending and demand, along with increased unemployment rates.
Among the most affected indicators during the recession were unemployment rates and total output. If the recession lasts for more than a year, it could lead to a global depression, similar to what occurred in 2009.
After the pandemic ended, the economy began to recover, with unemployment rates decreasing and GDP increasing. Correct economic policies contributed to overcoming the crises, such as increased government spending and tax cuts.
Countries responded differently to these policies, with some able to recover quickly while others continue to struggle. Ultimately, economic policies helped stabilize markets and gradually return the economy to prosperity.