أصبح تلوث الهواء من القضايا البيئية الأكثر تعقيداً، نظراً لتأثيراته
العميقة على صحة الإنسان والبيئة والاقتصاد، لا يمكن رؤية معظم ملوثات الهواء
بالعين المجردة، لكنها تؤثر علينا بشكل يومي من خلال الأمراض التنفسية وانخفاض
جودة الحياة، وتدهور الإنتاج الزراعي، وزيادة الأعباء المالية على أنظمة الرعاية
الصحية. ( منظمة الصحة العالمية ، د ت )
أولاً - ملوثات الهواء وأسبابها المحتملة
تتنوع ملوثات الهواء إلى ملوثات أولية، وهي التي تنبعث مباشرة إلى
الغلاف الجوي وملوثات ثانوية، وهي التي تتكون نتيجة تفاعل كيميائي بين الملوثات
الأولية وعناصر أخرى في الجو، و من أهم الملوثات المعروفة بحسب وزارة البيئة
المصرية ( 2025 ) :
-
أول أكسيد الكربون : غاز سام عديم اللون والرائحة، ينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود.
-
ثاني أكسيد الكبريت : يصدر عن حرق الفحم والنفط في محطات توليد الطاقة والمصانع.
-
أكاسيد النيتروجين : تنبعث من عوادم السيارات والمصانع.
-
الأوزون الأرضي : يتكون من تفاعل أكاسيد النيتروجين مع المركبات العضوية المتطايرة تحت
أشعة الشمس.
-
المركبات العضوية المتطايرة
: تتسرب من الدهانات، والمواد
الكيميائية، وعمليات التصنيع.
كما ان تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تلوث الهواء أبرزها:
-
النشاط الصناعي المكثف دون رقابة بيئية.
-
الاعتماد الكبير على وسائل النقل التي تعمل بالوقود الأحفوري.
-
الزحف العمراني غير المنظم.
-
الحرائق الطبيعية أو المتعمدة.
-
الأنشطة الزراعية، خصوصًا استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية.
ثانياً - وضع مجتمعي مقارنة بغيره
في المملكة العربية السعودية، وخاصة في المدن الكبرى مثل الرياض ،
يشهد الهواء مستويات متفاوتة من التلوث، نتيجة الحركة المرورية الكثيفة والتوسع
العمراني الكبير، بحسب المهندس ( 2002 )، فإن بعض الأيام تسجل فيها مستويات
الجسيمات الدقيقة واكسيد الكربون بالإضافة الى أكسيد النتروجين معدلات تفوق المعايير العالمية لمنظمة الصحة العالمية، مما يعرض
الفئات الحساسة مثل كبار السن والأطفال لخطر الإصابة بالأمراض التنفسية.
بالمقارنة مع مدن عالمية مثل نيودلهي في الهند أو بكين في الصين، قد
لا يكون التلوث في المدن السعودية هو الأعلى، ولكنه لا يزال مصدر قلق ويستدعي
تدخلاً جاداً، وهذا ما يتم اجراءه بحسب الهيئة العامة للأرصاد، حيث أفادوا بأن
هناك جهوداً لخفض التلوث من خلال سن القوانين، وتشجيع الطاقة المتجددة، ومراقبة
الانبعاثات الصناعية.
ثالثاً - إيجابيات وسلبيات استراتيجيات مكافحة تلوث الهواء
الإيجابيات وبحسب منظمة UN ( د
ت )
-
تحسين صحة المواطنين: تقليل معدلات الأمراض التنفسية والقلبية الناتجة عن استنشاق الهواء
الملوث.
-
تحفيز الابتكار: الاستثمار في الطاقة النظيفة والنقل الكهربائي يعزز الاقتصاد الأخضر.
-
تحسين جودة الحياة: الهواء النقي يزيد من رفاهية الأفراد ويرفع من قيمة البيئة العمرانية.
-
تقليل التكاليف الطبية: التوفير في مصاريف الرعاية الصحية المرتبطة بالتلوث.
السلبيات وبحسب موقع studocu
( 2024 ):
-
ارتفاع التكلفة المبدئية: تطبيق التقنيات النظيفة والبنية التحتية للنقل النظيف يتطلب استثمارات
ضخمة.
-
معارضة بعض الصناعات: خاصة تلك التي تعتمد على الوقود التقليدي، قد تعارض التغيير خوفًا من
زيادة التكاليف.
-
تحديات تنفيذية: ضعف الرقابة أو الفساد الإداري يمكن أن يعيق تطبيق السياسات البيئية.
رابعاً - المهارات والاهتمامات التي يمكن تسخيرها للمساعدة
لمواجهة تحديات تلوث الهواء بفاعلية، يمكن للأفراد أن يسخروا مهاراتهم
واهتماماتهم ضمن رؤية أوسع تدمج بين الصحة العامة والسياسات المناخية والعمل
المجتمعي.
بعد قراءتي لمقالة كيفية المساهمة في موقع UN وبالنسبة لي أرى أن هناك مهارتين أساسيتين يمكن أن تساهما في تقليص
حدة هذه المشكلة إذا توفرت الموارد والدعم المناسب:
1- القدرة على الربط بين السياسات البيئية والصحية:
ان القدرة على فهم كيفية تأثير القرارات الحكومية خاصة في خطط العمل
المناخي، على جودة الهواء وصحة الإنسان، يمكن تحليل تلك السياسات وتقييم مدى
تأثيرها على الواقع البيئي، والعمل على تبسيطها وشرحها للجمهور غير المتخصص، مما
يساعد على رفع مستوى الوعي والضغط المجتمعي لتحسينها.
على سبيل المثال توجيه الحملات نحو دعم الحوافز التي تقلل انبعاثات
المركبات أو تعزز الطاقة النظيفة.
2-
مهارات بناء الشراكات المجتمعية:
من خلال الاهتمام بالعمل الجماعي والمبادرات المحلية، يمكن تشكيل فرق
تطوعية أو شبكات توعوية تجمع بين مختلف فئات المجتمع مثل الطلاب والمهنيين
والمؤسسات غير الحكومية للعمل معاً على تنفيذ حلول واقعية لتحسين جودة الهواء،
كتوسيع المساحات الخضراء أو دعم مبادرات النقل المستدام.
إن الدمج بين هذه المهارات الفردية والاتجاهات العامة لخطط التنمية
المناخية الوطنية يمكن أن يكون له أثر ملموس، ليس فقط في خفض تلوث الهواء، بل أيضاً في
تعزيز صحة الإنسان ودعم الاستدامة البيئية على المدى الطويل.
وفي الختام فإن تلوث الهواء ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو أزمة صحية
وإنسانية واقتصادية تتطلب تضافر الجهود على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات، و
فهم ملوثات الهواء وأسبابها وتقييم وضع المجتمع مقارنة بالآخرين، واستكشاف
استراتيجيات المكافحة وتسخير المهارات الشخصية، كلها خطوات في الطريق نحو هواء
أنظف ومستقبل أكثر إشراقاً، وتبقى مسؤوليتنا أن نكون جزءاً من الحل لا من المشكلة.
الخلاصة:
تلوث الهواء يمثل أزمة بيئية وصحية
واقتصادية تؤثر على صحة الإنسان وجودة الحياة والإنتاج الزراعي. الملوثات تشمل أول
أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكاسيد النيتروجين، الأوزون الأرضي والمركبات
العضوية المتطايرة، وتنتج من الأنشطة الصناعية، النقل بالوقود الأحفوري، الزحف
العمراني، الحرائق والأنشطة الزراعية. في المملكة العربية السعودية، الهواء متأثر
بالمرور والكثافة العمرانية، مع مستويات ملوثة أحيانًا تتجاوز المعايير العالمية.
استراتيجيات المكافحة تشمل تحسين الصحة العامة، تشجيع الابتكار والطاقة النظيفة،
وتقليل التكاليف الطبية، لكن تواجه تحديات مثل ارتفاع التكاليف ومقاومة بعض
الصناعات وضعف الرقابة. يمكن للأفراد المساهمة من خلال فهم السياسات البيئية
وربطها بالصحة العامة، وبناء شراكات مجتمعية لدعم المبادرات البيئية مثل المساحات
الخضراء والنقل المستدام.
Summary:
Air pollution is an environmental, health, and economic crisis affecting human
health, quality of life, and agricultural productivity. Key pollutants include
carbon monoxide, sulfur dioxide, nitrogen oxides, ground-level ozone, and
volatile organic compounds, stemming from industrial activities, fossil fuel
transportation, urban expansion, fires, and agricultural practices. In Saudi
Arabia, air quality is affected by traffic and urban density, sometimes
exceeding global standards. Mitigation strategies improve public health,
promote clean energy and innovation, and reduce healthcare costs, but face
challenges like high initial costs, industrial resistance, and weak
enforcement. Individuals can help by understanding environmental policies in
relation to public health and building community partnerships to support
initiatives like green spaces and sustainable transportation.
المراجع :
منظمة الصحة العالمية . ( دون تاريخ ) . تلوث الهواء المحيط (الهواء
الخارجي) والصحة . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/ambient-(outdoor)-air-quality-and-health
وزارة البيئة جمهورية مصر العربية . ( 2025 ) . ملوثات الهواء . تم
الاسترجاع من الرابط
https://www.eeaa.gov.eg/Topics/77/25/41/Details
المهندس ، أحمد . ( 2002 ) . تلوث الهواء في مدينة الرياض . جريدة
الرياض . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.alriyadh.com/26153
المركز الوطني للأرصاد . ( دون تاريخ ) . إدارة جودة الهواء . تم
الاسترجاع من الرابط
https://ncm.gov.sa/Ar/Environment/AirQuality/Pages/AirQuality.aspx
مبادرة مؤتمر الأمم
المتحدة للبيئة . ( دون تاريخ ) . الآثار
الاقتصادية مجتمعة لتغير المناخ وتلوث الهواء فلكية. تم
الاسترجاع من الرابط
https://www.ccacoalition.org/ar/content/economic-benefits-reducing-short-lived-climate-pollutants
موقع studocu . ( 2024 ) . سلبيات مكافحة الهواء . تم
الاسترجاع من الرابط
مبادرة مؤتمر الأمم
المتحدة للبيئة . ( دون تاريخ ) . كيفية المساهمة في المساهمات الهامة وطنياً
بدأت منذ البداية بصحة الإنسان . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.ccacoalition.org/ar/news/how-enhance-ndcs-reduce-air-pollution-and-improve-human-health