بحسب اختبار MBTI والذ قمت بإجرائه سابقاً تبين بأن شخصيتي هي INFJ، حيث أُعرف نفسي كقائد هادئ، حدسي، تحليلي، وموجه بقيم عميقة.
لطالما كان لدي ميل طبيعي للاستماع إلى الآخرين، وفهم مشاعرهم، والعمل على خلق
بيئة يسودها السلام والتفاهم. ومع تقدمي في رحلتي القيادية، بدأت أدرك أن مجرد
النوايا الطيبة لا تكفي، بل تحتاج إلى أدوات فعالة تسندها وتوجهها. ومن أبرز
الأدوات التي غيرت رؤيتي للقيادة: نموذج سكارف SCARF والتواصل اللاعنفي. هذه
الأدوات مكنتني من أن أكون قائداً أكثر وعياً، وفاعلية، وتأثيراً في الآخرين.
هويتي القيادية وتطورها
عندما بدأت في مواقع المسؤولية، كنت أظن أن القيادة تعني تقديم
الحلول، وإصدار التعليمات. ولكن، سرعان ما أدركت أن القيادة الحقيقية تكمن في
التمكين وليس السيطرة. تعلمت من خلال التجارب أن الاستماع العميق والاحترام
والوضوح في التعبير عن الاحتياجات، هي أساس بناء فريق مستقر وفعال. شخصيتي INFJ تدفعني بطبيعتي للبحث عن
الانسجام، لكن كانت تنقصني أدوات لضبط هذا الميل، وتوجيهه بما لا يسبب الإهمال أو
المبالغة في التضحية.
أثر نموذج سكارف في قيادتي
ساعدني نموذج سكارف في إدراك أن كل سلوك من زملائي أو موظفيني يعكس
إما شعوراً بالتهديد أو المكافأة في واحدة من المجالات الخمسة: الحالة، اليقين،
التحكم الذاتي، الصلة، والإنصاف . ( موقع مجرة ، د ت )
على سبيل المثال، عندما أُخفي التحديثات عن الفريق، قد يشعرون بفقدان
اليقين، مما يولّد التوتر والقلق. لذلك، أصبحت حريصاً على مشاركة كل المعلومات
المتعلقة بالخطط والمواعيد مبكراً، كي أُشبع لديهم عنصر اليقين.
بالإضافة الى ذلك ، تعلمت احترام شعور الحالة لدى الآخرين. لم أعد
أوجه ملاحظات نقدية أمام الفريق، بل أخصص وقتاً فردياً لطرح التغذية الراجعة بهدوء
وبطريقة تشعر الآخر بقيمته. أما التحكم الذاتي، فصار لدي وعي بضرورة تفويض بعض
المهام وإعطاء الحرية في اتخاذ القرارات ضمن حدود متفق عليها، مما زاد من إحساس
الفريق بالثقة والتحفيز. ( موقع مجرة ، د ت )
أثر التواصل اللاعنفي على أسلوبي
إن التواصل اللاعنفي جعلني أكثر اتزاناً في تعبيراتي. فبدلاً من لوم
الموظف أو نقده، بت أستخدم أربع خطوات بسيطة: الملاحظة، الشعور، الحاجة، والطلب. ( روزنبرغ ، 2013 )
على سبيل المثال، إذا تأخر موظف عن تسليم مهمة، لا أقول أنت دائماً
متأخر، بل أقول: لاحظت تأخيراً في التسليم، أشعر بالقلق لأننا نحتاج للالتزام
بالجدول، هل يمكن أن نتحدث عن الحلول؟. بهذه الطريقة، أحافظ على العلاقة، وأفتح
باباً للتفاهم بدلاً من الدفاع والهجوم.
كما أن هذا النوع من التواصل ساعدني على الاستماع بتعاطف، لا فقط لفهم
الكلام، بل لفهم الاحتياجات خلفه، سواء من زميل، أو عميل، أو مدير.
كيف ساعدتني الأداتان على أن أكون القائد الذي أريده؟
ما أطمح إليه كقائد هو أن أكون محفزاً لا مفروضاً، ملهِماً لا متسلطاً،
حاضراً لا مهيمناً. وهنا، جاء دور سكارف والتواصل اللاعنفي كجناحين يساعداني على
الطيران في بيئة مليئة بالتحديات. من خلال سكارف، أصبحت أفهم دوافع الناس من حولي،
وأتجنب تفعيل شعور التهديد لديهم. ومن خلال التواصل اللاعنفي، أصبحت أكثر وضوحاً
ورحمة في تعبيراتي، مما قلل التوتر وساهم في بناء ثقة متبادلة.
ختاماً أرى أن القيادة ليست رتبة أو وظيفة، بل وعي وعمل مستمران.
وتعلمي لأدوات مثل سكارف والتواصل اللاعنفي جعلني أدرك أن القيادة تبدأ من الداخل:
من كيف أفكر، وكيف أشعر، وكيف أختار كلماتي. وأنا اليوم أكثر قرباً من القائد الذي
أريده: إنساني، واع، عادل، وقادر على إحداث الأثر دون أن يرفع صوته.
تحدثت المقالة
عن تجربتي الشخصية كقائد من نوع شخصية INFJ بحسب اختبار MBTI، حيث أُعرف بالهدوء والحدس والتحليل والقيم
العميقة. تعلمت أن القيادة الحقيقية تعتمد على التمكين والاحترام والاستماع أكثر
من السيطرة. ساعدني نموذج سكارف في فهم دوافع زملائي وعامل التهديد أو المكافأة
لديهم في مجالات مثل الحالة، اليقين، التحكم الذاتي، الصلة، والإنصاف، مما حسّن
طريقة تعاملي معهم وأدى إلى بيئة عمل أكثر ثقة وتحفيزاً. كما أثرّ التواصل
اللاعنفي في تحسين طريقة تعبيراتي، حيث أستخدم الملاحظة، الشعور، الحاجة، والطلب
بدلاً من اللوم، مما يفتح باب التفاهم ويقلل التوتر. أداتان أساسيتان ساعدتاني على
أن أكون قائدًا أكثر وعياً ورحمة، يركز على التحفيز والإنسانية بدلاً من التحكم
والتسلط.
Summary:
The article discusses my personal experience as a leader with an
INFJ personality type according to the MBTI test, characterized by calmness,
intuition, analysis, and deep values. I learned that true leadership depends
more on empowerment, respect, and listening rather than control. The SCARF
model helped me understand my colleagues' motivations and their feelings of
threat or reward in areas such as status, certainty, autonomy, relatedness, and
fairness, which improved how I interact with them and fostered a more trusting
and motivated work environment. Nonviolent communication influenced my way of
expressing myself by using observation, feelings, needs, and requests instead
of blame, opening the door to understanding and reducing tension. These two
tools have helped me become a more conscious and compassionate leader who
focuses on inspiration and humanity rather than control and domination.
المراجع:
موقع مجرة . (
دون تاريخ ) . نموذج سكارف . تم الاسترجاع من الرابط
روزنبرغ
، مارشال . ( 2013 ) . التواصل غير العنيف في يومياتنا . قسنطينة ، الجزائر : دار
الالمعية للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط
