ad-cent ad-bot ad-h3-1 ad-top ad-cent ad-bot
📁 آخر الأخبار

أدب الأطفال وقصة ليلى والذئب

 

يعتبر أدب الأطفال من أهم الركائز التي تساهم في بناء شخصية الطفل، حيث يقدم له العبر والقيم من خلال قصص بسيطة وممتعة وسهلة الفهم، هذه القصص لا تقتصر فائدتها على التسلية، بل تمتد لتكون وسيلة تربوية قوية، تغرس مفاهيم الصدق والذكاء والحرص والرحمة، كما تتيح للطفل فرصة التعرف على العالم من حوله من خلال مواقف خيالية تقرب له الواقع بلغة محببة. ( الهاشمي وآخرون ، 2008 )

 


 من القصص التي ما زلت أذكرها حتى اليوم، والتي شكلت جزءاً من وعيي منذ الطفولة، قصة ليلى والذئب، وهي من أوائل القصص التي سمعتها من والدتي قبل النوم.

 

سرد القصة وعلاقتها بطفولتي:

تحكي القصة عن فتاة صغيرة تدعى ليلى، أرسلتها أمها لزيارة جدتها المريضة وأوصتها بألا تتحدث مع الغرباء، و في طريقها التقت ذئباً ماكراً حاول أن يعرف منها إلى أين هي ذاهبة، وخدعها بحديثه اللطيف حتى كشف لها الطريق المؤدي إلى منزل الجدة، أسرع الذئب إلى بيت الجدة، وسبق ليلى والتهم جدتها، ثم تنكر بلباسها منتظراً وصول ليلى ليفترسها هي الأخرى، وفي اللحظة الأخيرة ينقذها صياد طيب، ويخرج الجدة من بطن الذئب، ويضع حداً لخداعه.

 

عندما كنت طفلاً، كانت هذه القصة تملأني بالمشاعر المختلطة، كنت أتحمس لمعرفة ما سيحدث لليلى، وأخاف على جدتها، وأشعر بالارتياح حين يظهر الصياد في النهاية، في كل مرة تروى لي القصة كنت أتخيل نفسي مكان ليلى أمشي في الغابة، وأحمل سلة الطعام وأتساءل هل كنت سأكون حذراً؟ هل كنت سأثق بالذئب؟ هذا الربط العاطفي جعل القصة تترسخ في ذاكرتي وترافقني سنوات طويلة.

 

 المعاني والرابط الشخصي العميق:

كبرت، وكبرت معي رمزية القصة، أدركت لاحقاً أن الذئب ليس مجرد حيوان مفترس، بل يمثل في الحياة كل شخص مخادع، وكل خطر يتخفى خلف كلمات لطيفة ومظهر وديع، أما ليلى فهي ترمز إلى البراءة والثقة الزائدة، وهنا بدأ الربط الأعمق بيني وبين القصة:

أولاً - لأني كنت بطبيعتي طفلاً اجتماعياً، أثق في الآخرين بسهولة، مما عرضني لبعض المواقف التي شعرت فيها بالخداع، وهذا جعلني أتأمل في مدى دقة ما تحمله القصة من تحذير مبكر.

ثانياً - تعلمت من قصة ليلى والذئب أهمية الإصغاء لنصائح الوالدين، فالكبار كثيراً ما يرون ما لا نراه نحن الصغار، وهذا المعنى أصبح واضحاً جداً بالنسبة لي بعدما كبرت وواجهت مواقف مشابهة.

 

وفي الختام تبقى قصة ليلى والذئب واحدة من أبرز القصص التي تركت أثراً عميقاً في نفسي، ليس فقط لما تحمله من أحداث مشوقة، بل لأنها شكلت وعيي الأخلاقي منذ سن مبكرة، ومع أني سمعتها وأنا صغير، فإن دلالاتها ما زالت تنطبق على كثير من المواقف في الحياة الواقعية، إن أدب الأطفال ليس مجرد تسلية، بل هو أداة للتربية والوقاية وبناء القيم، وما أجمل أن يبقى جزء من هذا الأدب حياً في ذاكرتنا لنعود إليه كلما احتجنا لحكمة بسيطة مغلفة بحكاية.

 

 


الخلاصة:

تناقش المقالة أهمية أدب الأطفال في غرس القيم الأخلاقية وتنمية الوعي منذ سن مبكرة، مركزة على قصة "ليلى والذئب". يوضح الكاتب كيف ساعدته القصة في تجربة مشاعر مختلطة من الحذر والخوف والفضول، وكيف ربط بين رمزية الذئب وليلى وبين خبراته الشخصية في الثقة والانتباه لنصائح الكبار. تُبرز المقالة أن أدب الأطفال ليس مجرد تسلية، بل وسيلة تربوية قوية تترك أثرًا طويل الأمد على نمو الطفل وفهمه للعالم من حوله.

 


Summary:
The article highlights the importance of children’s literature in instilling moral values and raising awareness from an early age, focusing on the story “Little Red Riding Hood”. The author explains how the story evoked mixed feelings of caution, fear, and curiosity, and how he connected the symbolism of the wolf and Little Red Riding Hood to his personal experiences with trust and listening to adult guidance. The article emphasizes that children’s literature is not merely entertainment, but a powerful educational tool that leaves a lasting impact on a child’s development and understanding of the world.

 

 


 

المراجع :

الهاشمي ، عبد الرحمن وأخرون . ( 2008 ) . أدب الأطفال . عمان ، الأردن : دار زهران للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط

https://platform.almanhal.com/Reader/Book/989

 

تعليقات



الاجتماعات المملة لا تضيف قيمة، بل تقتل الإنتاجية وتستهلك طاقة الفريق. إذا كنت تريد نتائج حقيقية، اجعل اجتماعاتك قصيرة، واضحة، وذات هدف محدد. ✨ لا تجتمع لمجرد الاجتماع، اجتمع لتحقق شيئاً! ⏳ كل دقيقة تُهدر في اجتماع غير ضروري هي دقيقة ضائعة من وقت العمل الفعّال. 🎯 حدد الهدف مسبقاً، التزم بالوقت، وركز على الحلول بدلاً من الجدل.