يعرف الاقتصاد السلوكي بأنه دراسة سيكولوجية وذلك لكونه تحليلا لعمليات صنع القرار التي يتخذها الأفراد والشركات، ويمثل هذا النوع من الاقتصادات توجها جديدا تتبناه العديد من الدول والمؤسسات حول العالم باختصار هو مزيج بين الاقتصاد وعلم النفس. ( ارقام ، 2018 )
وعادة، يتخذ أشخاص قرارات من أجل تحقيق أفضل استفادة لهم، وفي الاقتصاد، هناك نظرية الخيار العقلاني التي تنص على أنه عندما يتاح أمام الشخص عدة خيارات يمكنها تعظيم استفادته، فإن الخيار الأكثر جدوى وإرضاء بينها هو الذي سيتم اختياره. ( ارقام ، 2018 )
ومن أهم المؤثرات الاجتماعية على سلوك الفرد لصنع القرار هي :
1 – الدخل : فكلما زاد الدخل أثر ذلك في سلوك الفرد بزيادة الكمية المستهلكة من السلع
2 – السعر : أيضاً سعر السلعة له تأثير كبير فكلما نقصت سعر السلعة اثر ذلك بزيادة الكمية المستهلكة من السلعة ، والعكس صحيح
3 – الذوق : أيضاً للذوق دوم في سلوك الفرد ومثال على ذلك الطلب على أنواع الفاكهة فأذواق المستهلكين غير متساوية وبالتالي نرى أنه يوجد استهلاك نوع من الفاكهة أكثر من آخر .
4 – العادات والتقاليد : فالعادات والتقاليد تجبر الأفراد على التحيز لنوع سلعة عن أخرى بحجة العادات والتقاليد كزيادة الطلب على منتجات الملابس في الأعياد والمناسبات .
5 – الديانة : أيضا الديانة لها دور مهم في سلوك الفرد حيث نرى أن البلاد الإسلامية لا تستهلك اللحوم المحرمة وهكذا
6 – الثقافة : ومن الأمثلة على أن الثقافة لها دور في سلوك الفرد نرى الثقافة في الصين تسير سلوك المستهلك لشراء منتجات أغذية لا يتم استهلاكها في بلدان أخرى كلحوم الخفافيش والحشرات .
بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى كالواجهات الاجتماعية و حب الظهور بشكل معين .
كل هذه العوامل تؤثر على سلوك الفرد لصنع قرار الشراء وغيره .
ودراسة هذه السلوكيات والمؤثرات عليها لها دور كبير في تحسين دخل الشركات والاقتصاد بشكل عام
ولنستطيع فهم ذلك دعونا نفترض أنني مدير انتاج لشركة أغذية ، تنتج هذه الشركة وجبات خفيفة مغذية وعضوية .
دعونا نقوم بدراسة سلوك المستهلك لهذه الحالة :
أولا – غالياً ما تكون الوجبات العضوية والمغذية ذات أسعار أعلى من الوجبات العادية وبالتالي فإن المنافسة سوف تكون كبيرة في الأسواق بسبب وجود وجبات ذات سعر أقل وحتى لم تكن بنفس القيمة الغذائية ، وبالتالي يجب علينا مراجعة تكاليف الوجبات ومحاولة العمل على تخفيض الأسعار لجذب عدد أكبر من العملاء
ثانياً – يجب دراسة معدل دخل الأفراد وكم نسبة سعر الوجبة من معدل دخل الفرد ، كأن يكون دخل الفرد الشهري مبلغ 4000 ريال وقيمة الوجبة من الشركة بمبلغ 25 ريال وأن الفرد يستهلك عدد 3 وجبات يومياُ أي مبلغ 75 ريال يومياً فسوف يكون قيمة الوجبات الشهرية 2250 فهذا يعني أن نسبة الوجبات بالنسبة لمعدل الدخل هو 56.25 % .
أي أن سعر الوجبات تجاوز نصف قيمة دخل الفرد وهذا يعتبر مبلغ كبير جداً بالنسبة للمستهلك ، لما لديه من التزامات أخرى ضرورية بجانب الطعام ، كالدراسة و قيمة الفواتير والمواصلات وغيرها
ثالثاً – الذوق : نرى أن الأشخاص الراغبين بشراء الوجبات العضوية يحتلون نسبة قليلة بسبب ذوق الأفراد الذي يوجههم بتناول الوجبات الأخرى ذات الطعم الألذ والأقل قيمة غذائية .
ولنبسط ما سبق قمت بعمل دراسة سلوكيات عدد 10 من أصدقائي ، فتبين بأنه يوجد عدد 2 منهم يقومون بتناول الوجبات العضوية و عدد 2 آخرين يرغبون بتناول هذه الوجبات ولكن دخلهم المنخفض لا يسمح لهم تناول هذه الوجبات وعدد 2 آخرين لا يرغبون بتناول هذه الوجبات بسبب أن الوجبات العادية المتواجدة في السوق (( الوجبات غير العضوية )) ذات طعم الذ .
وعليه نرى أن 20 % فقط يقومون باستهلاك الوجبات العضوية
و 20 % يرغبون بالشراء ولكن دخلهم لا يسمح
و 20 % لا يرغبون بسبب الطعم
وعليه فإذا تم زيادة نسب الأجور سيزيد الطلب على الوجبات واذا طبقنا ذلك على منحنيات السواء نرى أن منحنى الدخل سوف ينتقل الى الأعلى في حال زيادة الأجور وبالتالي ستزيد الكمية المطلوبة على الوجبات العضوية من 6 وجبات يومياً ( لعد شخصين ) الى 12 وجبة يومياً ( لعدد 4 أشخاص ) وذلك على افتراض أن الشخص الواحد يستهلك عدد 3 وجبات يومياً .
و كما أن تحسين طعم الوجبات أيضا سيزيد الطلب على الوجبات وكل ذلك يؤدي الى استحواذ الوجبات العضوية على 60 % من حجم الطلب على الوجبات في السوق .وستزيد الكمية المطلوبة على الوجبات العضوية بمقدار 6 وجبات يومياً .
ومما سبق يتضح لدينا طريقة التسويق والتحفيز الصحيح للوجبات العضوية ، وذلك بأن يتم العمل على تخفيض الأسعار و اقناع العملاء بأهمية هذه الوجبات بالإضافة الى العمل على تحسين الطعم لزيادة رغبة العملاء بشراء هذه الوجبات .
وبالختام نرى أن دراسة سلوكيات الأفراد لها دور مهم في اقتصاد الشركات ، فهي توضح رغبات المستهلكين وكميات الاستهلاك وضروريات الشراء وغيرها من الدورة الاقتصادية .
المراجع :
موقع أرقام . ( 2018 ) . الاقتصاد السلوكي . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/574264
الخلاصة :
الاقتصاد السلوكي هو دراسة سيكولوجية تحليلية لعمليات صنع القرارات التي يتخذها الأفراد والشركات. يعتمد هذا النوع من الاقتصادات على مزيج بين الاقتصاد وعلم النفس. تأثيرات اجتماعية مثل الدخل، السعر، الذوق، العادات والتقاليد، الديانة، والثقافة تؤثر على سلوك الفرد في صنع القرارات. دراسة هذه السلوكيات تلعب دورًا كبيرًا في تحسين دخل الشركات والاقتصاد بشكل عام. على سبيل المثال، دراسة سلوك المستهلكين لوجبات عضوية تظهر أن تخفيض الأسعار وتحسين الطعم يمكن أن يزيد الطلب على هذه الوجبات. تحليل سلوك الأفراد يساعد في فهم رغبات المستهلكين وضروريات الشراء ويسهم في تحسين الأداء الاقتصادي للشركات.
Summary:
Behavioral economics is a psychological study of the decision-making processes of individuals and companies. This type of economics relies on a combination of economics and psychology. Social influences such as income, price, taste, habits and traditions, religion, and culture affect individual behavior in decision-making. Studying these behaviors plays a major role in improving company income and the economy in general. For example, studying consumer behavior towards organic meals shows that price reductions and taste improvements can increase demand for these meals. Analyzing individual behavior helps understand consumer desires and purchasing necessities and contributes to improving the economic performance of companies.