لطالما سمعت عن الذكاء العاطفي كمهارة أساسية في الحياة، لكنني لم أكن
أدرك عمق تأثيره حتى بدأت أدرسه وأمارسه فعلياً، كان يبدو لي في البداية مجرد
مفهوم نظري، لكنه مع الوقت تحول إلى عدسة جديدة أرى بها العالم من حولي، والأهم من
ذلك أرى بها نفسي بشكل أفضل.
أكثر ما أثر بي:
من أبرز المفاهيم التي لامستني في دراسة الذكاء العاطفي هو الوعي
الذاتي، اكتشفت أن امتلاك القدرة على رصد مشاعري والتعامل معها دون إنكار أو هروب
هو أول خطوة في طريق التوازن النفسي. أصبحت أعترف بمشاعري دون خجل: كالغضب و الحزن
و الإحباط، وأبحث عن جذورها بدلاً من إنكارها.
كما أنني فهمت أن النمو الشخصي لا يحدث فقط عبر الدورات والخطط، بل
أحياناً في لحظات غير مخطط لها: موقف مع صديق أو تفاعل في العمل أو حتى لحظة صمت
مع النفس، وهذا ما جعلني أخصص 30 دقيقة أسبوعياً لأراجع فيها المواقف اليومية التي
تعلمت منها شيئاً، دون أن أكون قد خططت لذلك، صحيح إنها ممارسة بسيطة، لكنها فعالة
بشكل غير متوقع.
من المعرفة إلى التطبيق:
بدأت ألاحظ أن أكثر ما يسبب لي التوتر هو ردات فعلي السريعة، خاصة في
لحظات الغضب، ومن خلال تحليل SWOT الشخصي، رأيت بوضوح أن هذه المشكلة ترتبط بنقاط ضعف واضحة لدي مثل
الشخصنة، وصعوبة تقبل الآراء، وتكرار التفكير في الماضي، لكن مقرر الذكاء العاطفي
قدم لي أدوات عملية لم أكن أفكر بها من قبل:
• أداة التغذية الراجعة البناءة: سأستخدمها لأطلب من أصدقائي المقربين ملاحظات صادقة عن سلوكي الأسبوعي، سأكون منفتحاً للنقد دون دفاعية، لأن هذا سيساعدني على تطوير ردود أفعالي.
• قائمة التحقق الذاتية: أصبحت أراجع نفسي يومياً عبر 4 محاور: هل فهمت مشاعري؟ هل فكرت في تأثير قراراتي على الآخرين؟ هل تواصلت بشكل لا عنفي؟ هل طلبت الدعم إذا احتجته؟ هذه الأسئلة جعلتني أكثر توازناً في التعامل مع نفسي والآخرين.
• الإرشاد والتوجيه: يجب علي الاعتماد
على بعض الأشخاص الموثوقين والمقربين لأشاركهم تجاربي وأتعلم منهم، أو أكون أنا من
يوجههم. فالتوجيه ليس علاقة سيطرة، بل شراكة تنموية متبادلة تعزز الذكاء العاطفي.
وفي الختام لقد فتح لي الذكاء العاطفي باباً جديداً للتعامل مع
الحياة، لا بوصفها معركة مستمرة، بل كفرصة للتطور المستمر، اليوم لم أعد أنتظر
الظروف أن تتغير، بل بدأت أغير طريقتي في التعامل معها، الذكاء العاطفي علمني أن
القوة ليست في الانفعال، بل في التمهل و الفهم و التقدير. والأجمل أنه قابل للتعلم
والممارسة، خطوة بخطوة، وما زلت في منتصف الطريق، لكنني على يقين أن كل خطوة فيه
تقربني أكثر من النسخة الأفضل من نفسي.
المراجع :
موصللي ، محمد . ( 2013 ) . أثر الذكاء العاطفي في أداء المديرين
وأنماط القيادة الإدارية . حلب ، سوريا : كلية الاقتصاد في جامعة حلب . تم
الاسترجاع من الرابط
http://mohe.gov.sy/master/Message/Mc/mhmd%20moselli.pdf
موقع personalityanalysistest . اختبار تحليل الشخصية MBTI – د.نيجرفان . تم الاسترجاع من الرابط
https://personalityanalysistest.com/ar/mbti-16/
موقع مجرة . (
دون تاريخ ) . نموذج سكارف . تم الاسترجاع من الرابط
روزنبرغ ، مارشال . ( 2013 ) . التواصل
غير العنيف في يومياتنا . قسنطينة ، الجزائر : دار الالمعية للنشر والتوزيع . تم
الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/63286
وبريجز ، مايرز . ( 2017 ) . اختبار أنماط الشخصية . عمان ، الأردن
: مركز ديمونو لتعليم التفكير . تم
الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/122182
حسنين ، حسين . ( 2007 ) . طريقة حل المشكلات . عمان ، الأردن : دار
مجدولاي للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/2295
موقع truity
. ( دون تاريخ ) . INFJ . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.truity.com/blog/personality-type/infj
موصللي ، محمد . ( 2013 ) . أثر الذكاء العاطفي في أداء المديرين
وأنماط القيادة الإدارية . حلب ، سوريا : جامعة حلب ، كلية الاقتصاد . تم
الاسترجاع من الرابط