إشكالية أخلاقية في البحث عن وظيفة
في سوق العمل
التنافسي اليوم يسعى الأفراد جاهدين للحصول على فرص وظيفية مميزة، و هذا السعي قد
يدفع البعض إلى اللجوء لوسائل غير أخلاقية مثل تضخيم أو تزوير المعلومات في سيرهم
الذاتية حيث تعد هذه الممارسة إشكالية أخلاقية تؤثر سلباً على الفرد والمؤسسة
والمجتمع ككل.
وهنا سأقوم
باستعراض هذه الإشكالية وسبل التغلب عليها من منظور أخلاقي ومهني.
ما هو التضليل
في السيرة الذاتية
بحسب تجاربي
الشخصية التي واجهتها خلال مسيرتي في العمل والتي كانت من ضمن مهامي عمل مقابلات
للموظفين المتقدمين للعمل الجديد ، حيث لاحظت في بعض الأحيان وجود تضليل في السيرة
الذاتية والذي يشمل تقديم معلومات غير صحيحة أو مبالغ فيها بشأن المؤهلات
الأكاديمية و الخبرات المهنية أو المهارات أو حتى الإنجازات و قد يتضمن ذلك
الادعاء بشهادات لم تحصل أو خبرات عملية غير موجودة أو مهارات لا يمتلكها الفرد.
وهذا يهدف زيادة فرصهم في الحصول على الوظيفة المرغوبة.
الأسباب وراء
التضليل
تتعدد الأسباب
التي قد تدفع الأفراد إلى التضليل في سيرهم الذاتية وبحسب جوثري ( 2009 ) توجد
العديد من الأسباب و منها:
• التنافس وزيادة الطلب على الوظائف وهذا ما
يجعل البعض لتزييف السيرة الذاتية لزيادة فرص حصولهم على الوظيفة .
• نقص الثقة بالنفس: قد يعتقد البعض أن مؤهلاتهم
الحقيقية غير كافية للحصول على الوظيفة فيلجؤون للتضليل لتعويض هذا النقص .
• الرغبة في تغيير المسار المهني: يسعى البعض
للانتقال إلى مجالات جديدة لا يمتلكون فيها خبرات كافية، فيلجؤون لتزييف الخبرات
لتناسب المتطلبات.
الآثار السلبية
للتضليل
يترتب على
التضليل في السيرة الذاتية عدة آثار سلبية فبحسب الأهوال ( 2025 ) توجد عدة أسباب
و منها :
1 - فقدان الثقة : عند اكتشاف التزييف يفقد صاحب
العمل الثقة في الموظف مما قد يؤدي إلى إنهاء خدمته .
2 - المسؤولية القانونية : في بعض الحالات قد يتعرض
الفرد للمساءلة القانونية نتيجة تقديم معلومات مزورة .
3 - الإضرار
بالسمعة المهنية : يؤدي اكتشاف التزييف إلى تشويه سمعة الفرد في مجاله المهني، مما
يصعب عليه الحصول على فرص مستقبلية .
4 - تأثير سلبي على بيئة العمل : وجود موظفين غير
مؤهلين يؤثر سلباً على أداء الفريق وجودة العمل .
طرق التغلب على
الإشكالية
للتصدي لهذه
الإشكالية برأيي يمكن اتباع الخطوات التالية:
1. الصدق والشفافية : يجب على الباحث عن العمل
تقديم معلومات حقيقية ودقيقة عن مؤهلاته وخبراته، فالصدق يعزز الثقة بين الموظف
وصاحب العمل .
2. تطوير المهارات : بدلاً من اللجوء للتضليل،
يمكن للفرد الاستثمار في تطوير مهاراته من خلال الدورات التدريبية والشهادات
المعترف بها.
3. الاستعانة بالخبرات الحقيقية : يمكن التركيز
على الإنجازات الفعلية والمهارات المكتسبة، حتى وإن كانت بسيطة وإبرازها بشكل
إيجابي.
4. التحضير الجيد للمقابلات : الاستعداد المسبق
والإلمام بمتطلبات الوظيفة يساعدان في تقديم الذات بثقة دون الحاجة للتزييف.
5 - التحقق من المعلومات :على أصحاب العمل إجراء
فحوصات دقيقة للتحقق من صحة المعلومات المقدمة في السيرة الذاتية .
7 - تقديم فرص للتطوير المهني : دعم الموظفين ببرامج
تدريبية تساعدهم على تطوير مهاراتهم دون الحاجة للتضليل .
وفي الختام نرى
أن التضليل في السيرة الذاتية يمثل إشكالية أخلاقية تؤثر على الفرد والمؤسسة
والمجتمع ، فالالتزام بالصدق والشفافية والسعي لتطوير المهارات الحقيقية ، يعزز من
فرص الحصول على الوظيفة المناسبة وبناء مسار مهني ناجح ومستدام ، كما أن دور
المؤسسات في تعزيز القيم الأخلاقية والتحقق من المعلومات يسهم في خلق بيئة عمل
نزيهة وموثوقة.
المراجع :
جوثري ،
جوناثان . ( 2009 ) . تزييف السيرة الذاتية خطر يستشري ينبغي التحذير منه . موقع
الاقتصادية . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.aleqt.com/2009/03/19/article_205998.html
الأهوال ، ياسر . ( 2025 ) . الكذب في السيرة الذاتية . موقع جوب سيكر
. تم الاسترجاع من الرابط
https://www.jobseeker.com/ar/sirat-dhatia/makalet/alkazib-fi-alsiyra-aldhaatia