الاحتكار يعني سيطرة منشأة واحدة بشكل عام على الأسواق ، ولا يوجد لها منافس حيث تكون فيها حالة السوق عبارة عن شركة أو مؤسسة واحدة مسؤولة يؤدي الى انتاج خدمة أو توفير سلعة معينة إلى جميع المستهلكين دون غيرها ، في تلك الحالة تهيمن الشركة بشكل تام على السوق وتتحكم بشكل كبير بالأسعار ، ( ضامن ، 2023 )
كما أن الاحتكار يفسح الطريق أمام الشركة لفرض منتجه مهما كانت جودته وبالسعر الذي يريده ، وذلك نظراً لعدم قدرة المنافسين على مواجهتها ، ومن ثم تتعاظم أرباح الكيان الذي قد ينافس نفسه في بعض الأحيان عن طريق شركات أخرى تعود ملكيتها لها . ( أرقام ، 2015 )
بالإضافة الى أنه في حال محاولة دخول أي شركة للتنافس مع الشركة الاحتكارية ، سوف يكون تكلفة المنتج عالية جداً مقارنة بالشركة المحتكرة .
وذلك بسبب المصاريف الرأسمالية العالية التي تتكبدها الشركات الجديد في حال تأسيس شركة منافسة ، بالإضافة الى أن زيادة الطلب على السلعة من الشركة المحتكرة تؤدي الى زيادة الايراد بالتالي الى خفض التكاليف .
وعليه نرى أنه من الصعب أن يتم نشوء شركات منافسة بنفس قوة وجودة التصنيع للشركات الاحتكارية .
وبسبب ذلك التحكم المطلق من قبل الشركات الاحتكارية ، تم اصدار قوانين من قبل الحكومات بمنع الاحتكار في الشركات ، و ملاحقة الشركات الاحتكارية وفرض العقوبات عليها .
يوجد ثلاث أنواع للاحتكار وهي كالتالي :
1 – الاحتكار الحكومي أو الاحتكار العام : وهو احتكار الدولة لإنتاج بعض المنتجات وغالباً ما تكون منتجات خدمية مثل الكهرباء والماء والهاتف ، وذلك لتضمن جودة هذه المنتجات و التأكد من وصولها لجميع فئات المستهلكين وهم افراد المجتمع لتلك الدولة .
2 – الاحتكار القانوني : وهو أن يتم إعطاء حق امتياز من قبل الحكومة لإحدى الشركات لتصنيع أو استيراد مادة معينة وذلك لقاء شروط معينة مثل تحديد جودة هذه المنتج أو التزامات مالية معينة على تلك الشرطة .
3 – الاحتكار المطلق : حيث يتم التحكم من قبل شركة واحدة على انتاج أو استيراد منتج معين ، و لا يوجد منافس لهذه الشركة في الأسواق ، ومن الممكن أن يتم اتحاد عدة شركات تصنع نفس المنتج لتصبح شركة واحدة محتكرة لهذا المنتج .
ويعتبر هذا النوع من أسوأ أنواع الاحتكار بسبب فرض منتجات على المستهلك وبالسعر الذي يرضي المنتج ، ولا يتم التحكم بالأسعار عن طريق العرض والطلب كما باقي الأسواق ، وانما يتم التحكم بالأسعار من قبل الشركة ومالكيها فقط .
ولنوضح آثار الاحتكار دعونا نجري بحث عن احدى الشركات الاحتكارية وهي شركة مايكروسوف
شركة مايكروسوفت : هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات ، متخصصة في تطوير وتصنيع وبيع ودعم وترخيص برمجيات الحاسوب و ألعاب الفيديو وأنظمة التشغيل ، كما أنها تنشط في مجال إنتاج مكونات الحواسب والخوادم والهاتف
حيث تأسست الشركة في عام 1975 على يد رجال الاعمال بيل غيتس و بول آلان ، حيث وصل عدد الموظفين الى 97 ألف موظف في عام 2014 ، وقيمة الإيرادات السنوية توفق 32 مليار دولار . ( الجزيرة ، 2016 )
وكما نعلم جميعنا أن معظم برامج الكمبيوتر التي نعمل عليها هي من انتاج هذه الشركة وهذا ما يؤكد احتكار الشركة المطلق لهذه البرامج ، حيث أننا لا نرى أي شركة منافسة لها ، وإن وجد لن يكون المستهلكون على الاستعداد على التعامل معها بشكل يتيح المنافسة وذلك بسبب جودة منتجات شركة مايكروسوفت بالإضافة الى سهولة العمل عليها وتعود المستهلكين عليها .
وبسبب هذا الاحتكار قامت وزارة العدل الامريكية في عام 1998 برفع قضية ضد مايكروسوفت تتهمها باحتكار سوق البرمجيات ,، وقد أصدرت المحكمة حكماً في عام 2000 قضي بأن مايكروسوفت شركة محتكرة ومنتهكة قوانين حماية المستهلك ، وعليه يجب أن تنقسم الشركة الى جزأين منفصلين ، أحدهما لإنتاج نظام التشغيل ويندوز ، والآخر لإنتاج الإصدارات البرمجية الأخرى . ( الجزيرة ، 2016 )
ولكن الشركة قامت برفض الحكم وطعنت به . وفي العام التالي توصلت لتسوية مع وزارة العدل بأن يتم التراجع عن الحكم مقابل الكشف عن بعض برمجياتها للشركات الأخرى لإتاحة الفرصة لها بإنتاج برامج منافسة ، مما يمنح أسواق الحواسيب مرونة أكثر ويمنع الاحتكار . ( الجزيرة ، 2016 )
وبحسب رأيي وبعدالاجراءات التي تمت مع شركة مايكروسوفت نلاحظ انها ما زالت تعتبر شركة احتكارية ، لما نراه حاليا من سيطرتها على الأسواق بشكل مطلق تقريباً .
حيث أن التسوية لم تساعد على التخلص من الاحتكار ، صحيح أن شركة مايكرو سوفت قامت بالكشف عن بعض برمجياتها ، ولكن كما ذكرت سابقاً بأن الشركات الناشئة لا تستطيع منافستها بسبب تكلفة الإنتاج المرفتع بالنسبة للشركات الناشئة ، بالإضافة الى عدم وجود قوانين تساعد تلك الشركات على الدخول في المنافسة .
وبالختام أرى أن يتم نص قانون صارم يقضي تماماً على الاحتكار المطلق ، و اصدار قوانين تساعد الشركات الناشئة لمنافسة الشركات الاحتكارية مثل إعطاء قروض بفوائد منطقية ، تخفيض قيمة الضرائب على الشركات الناشئة ، تأمين الخدمات والمكان بأسعار رمزية ، كل ذلك يساعد ويشجع هذه الشركات على الدخول في المنافسة في السوق .
المراجع :
موقع ضامن . ( 2023 ) . ما مفهوم الاحتكار . تم الاسترجاع من الرابط
موقع ارقام . ( 2015 ) . ما مفهوم الاحتكار . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/375064
موقع الجزيرة . ( 2016 ) . مايكروسوفت عملاق برمجيات الحاسوب . تم الاسترجاع من الرابط
الخلاصة :
الاحتكار هو سيطرة شركة واحدة على السوق دون وجود منافسين، مما يؤدي إلى تحكمها في الأسعار وتقديم منتجات بالسعر الذي تريده. يمكن أن يكون الاحتكار حكوميًا أو قانونيًا أو مطلقًا، ويؤدي إلى تقليل الفرص للشركات الناشئة للدخول في المنافسة. شركة مايكروسوفت هي مثال على شركة احتكارية تم محاكمتها بتهمة الاحتكار وتم تقسيمها إلى جزئين، لكنها لا تزال تسيطر على السوق. يجب اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لمنع الاحتكار وتشجيع الشركات الناشئة على المنافسة.
Summary:
Monopoly is when a single company controls the market without any competitors, allowing them to dictate prices and offer products at the price they desire. Monopoly can be government, legal, or absolute, leading to limited opportunities for new companies to enter the competition. Microsoft is an example of a monopolistic company that was prosecuted for monopoly charges and was divided into two parts, but still dominates the market. Strict legal measures should be taken to prevent monopolies and encourage new companies to compete.
