المنفعة الحدية هي المنفعة المتحققة من استهلاك وحدة إضافية من سلعة معينة ، فإذا قام المستهلك بأخذ أكثر من وحدة ، فإن المنفعة الحدية هي دائماً منفعة الوحدة الأخيرة من السلعة ، ويفترض أصحاب هذه النظرية أن أي سلعة قابلة للتجزئة إلى وحدات متناهية الصغر ، وأن بالإمكان قياس المنفعة المشتقة من كل وحدة من هذه الوحدات على حدى قياساً عددياً يطلق عليه وحدة . ( البدور و أحمد ، 2021 )
والمنفعة الحدية = التغيير في المنفعة الكلية / التغيير في الكمية المستهلكة من السلعة ( البدور و أحمد ، 2021 )
وقانون تناقص المنفعة الحدية أن المنفعة السلعية تختلف من شخص لآخر ومن زمان لآخر وايضاً تختلف حسب تغيير الكمية المستهلكة منها فالكمية التي يستهلكها فرد من سلعة تبين درجة إلحاح التي تشبعها هذه السلعة ، إن العلاقة التي تربط بين ما يحصل عليه الفرد من منفعة نتيجة الاستهلاك لسلعة ما ، وبين الكمية التي يستهلكها من هذه السلعة ، فإن استهلاك وحدات متتالية من سلعة ما يؤدي بعد حد معين إلى تناقص المنفعة الحدية لها أو الى تزايد المنفعة الكلية بمقادير متناقصة . ( البدور و أحمد ، 2021 )
ولنبسط التعريفات السابقة دعونا نعطي مثالاُ ونطبق عليه مبادئ التحليل المنفعة الحدية :
لنفترض أنني صاحب مقهى في أحد المدن وتم الطلب من قبل العملاء وبشكل متكرر للإضافة بجيل الحليب النباتي من ضمن لائحة الطلبات
وعليه سوف نقوم بتحليل هذه الطلبات :
أولا – يجب علينا أن نقوم بجمع البيانات وحساب ازدياد مدى الطلب على بدائل الحليب النباتية ، وذلك عن طريق استبيان آراء العملاء مع مراقبة الازدياد على الطلبات بشكل دوري ( شهري أو اسبوعي )
ثانياً – بعد جميع البيانات يجب أن يتم تحليلها ومعرفة عدد الطلبات مع الغاء الطلبات المكررة من نفس العميل
ثالثاً – يتم حساب التكلفة عند ادخال بدائل الحليب النباتية من سعر التكلفة وسعر النقل وسعر التخزين
رابعاُ يتم حساب الإيرادات المتوقعة في حال ادخال بديل الحليب النباتي وهل سيؤدي ذلك الى زيادة في عدد العملاء الجدد للمقهى
خامساً – تحليل تناقص المنفعة الحدية وذلك باستخدام مبدأ تناقص المنفعة الحدية ومعرفة الى أي مدى ستكون المنفعة الحدية متزايدة وفي أي وقت يجب التوقف عن إضافة المزيد من بدائل الحليب
سادساً – يجب عمل دراسة للسوق هل يوجد توسع مع ادخال بدائل الحليب وهل إدخاله مجدي لدى المنافسين
سابعا – في بداية الامر يجب أن يكون ادخال بدائل الحليب النباتي كمرحلة تجريبية بوقت محدد وبنسبة محددة من كمية اجمالي الحليب الطبيعي الذي يتم استخدامه سابقاً
ثامناً – عند انقضاء المرحلة التجريبية ستكون لدينا رؤية واضحة عن مدى استهلاك بدائل الحليب و قيمة الإيرادات والمصروفات وكمية العلاء الذين استخدموا هذا النوع الجديد من الحليب
تاسعاً – بعد وضوح الصورة بشكل كامل يتم البدء بإدخال بدائل الحليب النباتي بشكل دائم وبنسب متزايدة مع متطلبات العملاء في حال ازديادها وفي حال ثبات الطلبات على بدائل الحليب هنا نكون قد وقلنا الى الحد الأعلى للمنفعة ويجب التوقف عن الزيادة بعرض بدائل الحليب والاكتفاء بالقدر المطلوب
ولوصف مفهوم تناقص المنفعة الحدية في المقهى
أولا – في بداية طرح المنتج الجديد من بديل الحليب سنجد اقبالاً كبيراً للعملاء على هذا المنتج فمنهم يطلبونه لأسباب صحية ومنهم يطلبونه للتجربة ليس إلا ، ولكن مع مرور الوقت فسوف يتم تناقص في طلب بدائل الحليب النباتي وتراجع في الطلب ويصبح وجود المنتج أمراً طبيعياً ومتوقع من قبل العملاء
ثانياً – التأكد من أن العملاء يرغبون بدفع قيمة إضافية عن سعر الحليب حيث أنه من الممكن أن يكون بائل الحليب النباتي اغلى من الحليب الطبيعي المستخدم ، فهل العملاء يرغبون بدفع قيمة أكبر لقاء هذا التغيير
ثالثاً – يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ادخال المنتج الجديد من الحليب النباتي سوف يكون ببادء الأمر من ضمن الكمية الكلية المستخدمة من الحليب الطبيعي بالوقت الحالي أي إذا كنت استخدم 100 عبوة من الحليب الطبيعي اسبوعياً فسوف يتم تقليص هذه الكمية بنسبة ادخال بديل الحليب النباتي فإذا اردنا ادخال 10% فقط من بديل الحليب النباتي فسوف يتم طلب 90 عبوة من الحليب الطبيعي و 10 عبوات من بديل الحليب النباتي وذلك في بداية الأمر فقط حتى نتأكد من ازدياد عدد العملاء وبعدها يتم زيادة الطلب
ولنعطي مثالاً بسيطاً لتوضيح إضافي عن المنفعة الحدية
في يوم من الأيام اردت أن اعيد عمل ديكور الانارة في غرفتي في المنزل ، وقمت بإعادة صياغة الانارة دون الرجوع الى مهندس ديكور متمرس
وبعد إضافة عدد 6 من الأنوار في الغرفة تبين لي بأنني لم أقوم بدراسة الموضوع بالشكل الصحيح وأن قانون المنفعة الحدية لم يطبق بالشكل الصحيح وذلك للأسباب التالية :
إن مقاس الغرفة يحتاج الى عدد معين من الأنوار لتكون الإضاءة جيدة في الغرفة إلا أنني بسبب أنني وضعت كمية انوار كبيرة ، فإن الغرفة تضاء بشكل لابأس به بعدد 2 أنوار وعند انارة 4 أنوار فإنها تضاء بشكل ممتاز
ولكن عند إضافة 6 أنوار فسيصبح الضوء مزعج داخل الغرفة ، وعليه فإن المنفعة الحدية للغرفة من الأنوار هي عدد 4 أنوار فقط
وعليه فقد كان علي أن أقوم بدراسة التحليل الحدي الصحيح قبل البدء بإعادة عمل ديكور الإضاءة للغرفة
وفي الختام نرى أن التحليل الحدي يؤثر وبشكل كبير على قراراتنا وفي جميع المجالات الحياتية ، وكما أنه يزيد المنفعة الشخصية إن كانت مادية أو معنوية أو حتى علمية .
المراجع :
البدور ، جابر محمد و أحمد ، عبد الغفور إبراهيم . ( 2021 ) . مبادئ الاقتصاد الجزئي . ملف pdf . تم الاسترجاع من الرابط :
اقتصاد جزئي 1.pdf
الخلاصة :
النص يتحدث عن مفهوم المنفعة الحدية وتطبيقه في مثال عملي في مقهى، ويشرح كيفية تحليل تناقص المنفعة الحدية وتطبيقه في اتخاذ القرارات. كما يقدم مثالاً عملياً آخر عن تحليل المنفعة الحدية في إعادة تصميم إضاءة الغرفة في المنزل. يختتم النص بتأكيد أن التحليل الحدي يؤثر بشكل كبير على قراراتنا في جميع المجالات الحياتية.
Summary:
The text discusses the concept of marginal utility and its application in a practical example in a café, explaining how to analyze marginal utility and apply it in decision-making. It also provides another practical example of analyzing marginal utility in redesigning room lighting at home. The text concludes by emphasizing that marginal analysis significantly impacts our decisions in all areas of life.