إن
فهم الشخصية الإنسانية هو مسعى قديم ، حيث سعى الأفراد والمجتمعات على مر العصور
إلى تصنيف الأنماط الشخصية وفهم الاختلافات الفردية. وقد تطور علم الشخصية في
القرن العشرين ليصبح مجالا أكاديمياً قائماً على البحث والتجربة، وقدم لنا علماء
مثل فرويد ويونج نظريات رائدة في هذا المجال. ومن بين الأدوات الحديثة التي تم
تطويرها لفهم الشخصية، يبرز اختبار مايرز بريجز ) موقع personalityanalysistest
( كمؤشر قيم يساعد الأفراد على التعرف على تفضيلاتهم في أربعة أبعاد
رئيسية: الانطواء والانفتاح، الحس والحدس، التفكير والشعور، والحزم والمرونة.
وفي هذه
المقالة سوف أقوم بمراجعة المقالات السابقة الخاصة بالذكاء العاطفي واستخدام أدوات تقييم
الأقران للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالتحديات ونقاط القوة في تقديم الملاحظات.
1 - الجزء الذي يمثل التحدي الأكبر:
من خلال المقالات السابقة، أجد أن الجزء الذي يمثل التحدي الأكبر بالنسبة لي هو فهم
وتطبيق أبعاد الشخصية في مواقف عملية متنوعة. على الرغم من أن الواجبات القرائية
تقدم شرحاً مفصلاً للأبعاد الأربعة ( الانطواء/الانفتاح، الحس/الحدس،
التفكير/الشعور، الحزم/المرونة ) وكيفية تأثيرها على الشخصية، إلا أن ترجمة هذه
المفاهيم إلى فهم أعمق لسلوك الأفراد وتفاعلاتهم قد يكون معقداً. ( وبريجز
، 2017 )
ومثال على ذلك
يتطلب فهم كيفية تأثير بعد التفكير/الشعور على عملية اتخاذ القرار في المواقف
المهنية والشخصية تحليلاً دقيقاً لكيفية تقييم الأفراد للمعلومات واتخاذ الخيارات
بناءً على المنطق أو القيم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطبيق بعد الحزم/المرونة في
بيئات العمل الجماعي يتطلب فهماً لكيفية تأثير هذه التفضيلات على أساليب التخطيط
والتنظيم والتعامل مع التغيير.
لذا، فإن التحدي
لا يكمن فقط في فهم التعريفات النظرية للأبعاد، ولكن في القدرة على ربطها بالسلوك
الفعلي وتفسير الاختلافات الفردية بطريقة شاملة.
2 - نقاط
القوة ونقاط التحسين في تقديم الملاحظات:
بناءً على فهمي
لأبعاد الشخصية وكيفية تأثيرها على السلوك، يمكنني تحديد نقاط القوة والتحسين
التالية في تقديم الملاحظات:
نقاط القوة:
التركيز على
السلوك الوصفي: أستطيع تقديم ملاحظات تصف السلوك بشكل موضوعي دون إصدار أحكام قيمة.
على سبيل المثال، بدلاً من قول أنت انطوائي جداً، يمكنني القول لاحظت أنك تميل إلى
قضاء الوقت بمفردك وتفضل التفكير قبل التحدث. هذا النهج يساعد على تجنب إشعار
المتلقي بالدفاع ويشجع على التفكير الذاتي.
تحديد الأنماط
السلوكية: يمكنني تحديد الأنماط السلوكية المتكررة وربطها بأبعاد الشخصية. على
سبيل المثال، إذا لاحظت أن شخصاً ما يميل إلى تقديم حلول مبتكرة للمشكلات ويتحدث
عن الاحتمالات المستقبلية، فيمكنني الإشارة إلى أن هذا قد يعكس تفضيله للحدس.
نقاط التحسين:
تجنب التعميمات: أحتاج
إلى أن أكون أكثر حذراً في تجنب التعميمات المفرطة بناءً على أبعاد الشخصية. على
سبيل المثال، لا ينبغي أن أفترض أن كل شخص يفضل التفكير هو بالضرورة غير حساس
للمشاعر، أو أن كل شخص يفضل الشعور لا يمكنه أن يكون منطقياً.
تقديم ملاحظات
متوازنة: يجب أن أسعى جاهداً لتقديم ملاحظات متوازنة تتضمن نقاط القوة ومجالات
التحسين. يمكن أن يؤدي التركيز فقط على الجوانب السلبية إلى تثبيط الهمة وتقليل
الرغبة في التغيير. لذا، من المهم الاعتراف بنقاط القوة وتقديم اقتراحات بناءة
للتحسين.
وفي الختام فإن
فهم أنماط الشخصية هو عملية مستمرة تتطلب الدراسة والتطبيق والتفكير الذاتي. ومن
خلال مراجعة الوحدات الثلاث الأولى من كتاب "اختبار أنماط الشخصية لمايرز
وبريجز" وتطبيق أدوات تقييم الأقران، يمكننا تعزيز قدرتنا على فهم الاختلافات
الفردية وتقديم ملاحظات فعالة تساعد على النمو الشخصي والمهني. وبينما نمتلك نقاط
قوة في تقديم الملاحظات، يجب علينا أيضاً أن نكون على دراية بنقاط التحسين وأن
نسعى جاهدين لتطوير مهاراتنا في هذا المجال.
المراجع :
موقع personalityanalysistest
. اختبار تحليل الشخصية MBTI – د.نيجرفان . تم الاسترجاع من الرابط
https://personalityanalysistest.com/ar/mbti-16/
وبريجز ، مايرز
. ( 2017 ) . اختبار أنماط الشخصية . عمان ، الأردن : مركز ديمونو لتعليم التفكير
. تم الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/122182