في عالم يتسم بالتغير المستمر
والتعقيد المتزايد في بيئات العمل والدراسة ، أصبح من الضروري أن يمتلك الأفراد
فهماً واسعاً لأنماط شخصياتهم وقدراتهم العاطفية ، حيث يبرز هنا تصنيف مايرز بريغز (MBTI) بوصفه أداة
فعالة لفهم الذات والآخرين من خلال تحليل الأنماط الشخصية ، وفي حين يقدم الذكاء
العاطفي إطاراً لفهم المشاعر وتنظيمها وإدارتها بشكل إيجابي ، إن الدمج بين هذين
المفهومين يعزز الفعالية في التعامل مع التحديات اليومية سواء في السياقات
الأكاديمية أو المهنية ، ويؤسس لبناء علاقات صحية وإنتاجية
.
أولاً - الفرق بين الذكاء الفكري والاجتماعي والثقافي والعاطفي
الذكاء الفكري يشير إلى القدرة على التفكير المنطقي، والتحليل، وحل
المشكلات ، أما الذكاء الاجتماعي فهو القدرة على التفاعل الفعّال مع الآخرين، وفهم
ديناميكيات العلاقات الاجتماعية ، و الذكاء الثقافي يعكس قدرة الفرد على فهم قيم
وسلوكيات ثقافات مختلفة والتكيف معها ، وهو أمر أساسي في بيئات العمل متعددة
الثقافات. أما الذكاء العاطفي فهو القدرة على التعرف على المشاعر وإدارتها لدى
الذات والآخرين ، وهو الأهم في القيادة الناجحة والتعامل مع الضغوطات .
ثانياً - فوائد معرفة نوع تصنيف مايرز وبريجز في المجال المهني
(إدارة الأعمال)
وبحسب وبريجز ( 2017 ) ففي مجال إدارة الأعمال يعتبر الالمام بنمط
الشخصية خطوة هامة لتحسين التفاعل بين الزملاء ، وتعزيز العمل الجماعي وتحديد
أدوار الموظفين بناءً على نقاط القوة .
ومثال على ذلك : الشخصية من نوع
ENTJ أي اجتماعي وحدسي ومنطقي وحازم حيث
تبرع في القيادة وتخطيط المشاريع، بينما
INFP أي الذاتي وحدسي وعاطفي ومرن قد يبدع
في مجالات الإبداع والتواصل الإنساني.
إن معرفة هذه الأنماط تمكن المدير من توزيع المهام بكفاءة وتحفيز
الموظفين بطريقة تتناسب مع أسلوبهم الفكري والعاطفي ، مما يرفع من الإنتاجية
والرضا الوظيفي .
ثالثاً - كيف أستخدم هذه المعلومات لأكون أكثر نجاحاً في بيئة احترافية؟
من خلال الوعي بنمط شخصيتي، أستطيع فهم طريقة تفكيري وردود أفعالي تحت
الضغط ، واعتقد أنني امتلك شخصية INTJ أي أميل إلى التخطيط والبحث ، ما يمكنني من قيادة مشاريع استراتيجية
طويلة الأجل كما يمكنني تفهم اختلاف أنماط زملائي ، مما يساعدني في إدارة الفريق
بفعالية وتجنب الصراعات ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن الدمج مع الذكاء العاطفي يعزز
قدرتي على التحكم بانفعالاتي والتعاطف مع الآخرين ، مما يجعلني قائداً أكثر
تأثيراً . ( وبريجز ، 2017 )
رابعاً - كيف يمكنني استخدام هذه المعلومات في جامعة الشعب؟
في بيئة تعليمية مثل جامعة الشعب ، حيث تعتمد الدراسة على التفاعل
الافتراضي والعمل الجماعي ، فإن فهم نمط الشخصية يساهم في تنظيم الوقت ، وتحديد
أفضل الطرق للتعلم والتفاعل.
ومثال على ذلك : إذا كنت من نوع
ISTJ أي ذاتي وحسي وعاطفي ومرن فإنني أفضل
التعلم المنظم والمستند إلى الحقائق ، مما يدفعني لاختيار المصادر الدقيقة
والتخطيط المسبق للواجبات ، أما الذكاء العاطفي فيساعدني على التعامل مع ضغوط
الاختبارات والتفاعل بفعالية في المنتديات الأكاديمية ، مما يساهم في تحقيق النجاح
الأكاديمي المستدام . ( وبريجز ، 2017 )
وفي الختام يعد دمج تصنيف مايرز وبريجز والذكاء العاطفي خطوة أساسية
لبناء شخصية متزنة ومؤثرة في محيطها الأكاديمي والمهني ، هذا الدمج لا يمنح فقط
فهماً أعمق للذات بل يساعد في إدارة العلاقات والتحديات المختلفة بكفاءة ، ومن
خلال هذا الفهم يستطيع الفرد أن يحقق التميز في بيئة جامعة الشعب ويؤسس لمستقبل
مهني ناجح مبني على الوعي والتوازن .
المراجع :
وبريجز ، مايرز . ( 2017 ) . اختبار أنماط
الشخصية . عمان ، الأردن : مركز ديسونو للتعليم الفكري . تم الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/122182