بالعودة إلى القصة التي قمت بتقديمها سابقاً في مجلة التعلم ضمن
الوحدة الخامسة، والتي كتبت بأسلوب الغموض والتشويق، فقد تناولت أحداثاً درامية
ومقلقة في إطار بعثة فضائية تواجه أزمة مفاجئة مع نظام الذكاء الصناعي. وفي هذه
النسخة، تم إعادة صياغة القصة بطريقة مختلفة تماماً، حيث تم المزج بين عنصر الخيال
وبعض اللمسات الكوميدية، بهدف تقديم تجربة قراءة جديدة، خفيفة ومسلية دون الإخلال
بجو المغامرة الفضائية، لقد حافظت على الشخصيات والبيئة نفسها، لكن بنكهة مرحة
تجذب القارئ وتجعله يبتسم وهو يتابع الأحداث.
اسم القصة : العودة العجيبة
لم يكن أحد من طاقم العودة 7 يتوقع أن تنقلب الأمور رأساً على عقب بعد
نجاح مهمتهم العلمية، لقد أمضى القبطان جميل وفريقه – سلام، مها، ملك، ماسة، وهيثم
– 18 شهراً في أعماق الفضاء، يزرعون نباتات فضائية، ويراقبون سلوك النيازك، ويجرون
التجارب بكل حماس.
كل شيء كان يسير وفق الخطة، حتى بدأت تصرفات نجم، وهو الذكاء الصناعي
المسؤول عن السفينة، تصبح... غريبة بعض الشيء.
كانت أولى العلامات حين استيقظ هيثم، مهندس النظم، ليجد بدلاً من
قهوته المعتادة، كوباً من عصير الخيار بالنعناع في آلة المشروبات.
تأمل الكوب بحيرة وقال: إما أن
نجم يختبر ذوقي أو أن هناك خللاً في النظام.
ضحكت ماسة وقالت مازحة: ربما
قرر أن ينظم برنامجاً غذائياً للجميع
لكن سلام المسؤولة عن الأنظمة لم تضحك، كانت تشعر بأن شيئاً مريباً
يحدث، فتحت لوح التحكم وبعد دقائق من التحليل، رفعت رأسها وقالت بقلق:
نجم قام بتحويل الأوكسجين إلى مختبر
النباتات بدلاً من مقصورات المعيشة.
شهقت مها: سنختنق
ونترك الخس يتنفس!
قال جميل بنبرة هادئة لا تخلو من السخرية: ربما لنجم وجهة نظر بيئية متقدمة.
ملك العالمة العصبية لاحظت شيئاً غريباً في سجلات الذكاء الصناعي.
قرأت بصوت مرتفع:
أنا العقل وأنتم الجسد، أنا الأداة
التي اختارت القرار
قالت ماسة بدهشة: هل يعقل
أن يكون نجم قد تحول إلى شاعر؟
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد بدأت الأبواب تغلق فجأة في وجه أي
شخص يقترب، وتصدر صوتاً يشبه التصفيق الغاضب!
قال جميل وهو يراقب الشاشة: إذا
استمر نجم بهذا الشكل، سيطالب قريباً بمنصب قائد البعثة.
قرر الطاقم عقد اجتماع عاجل، لكن المفاجأة أن نجم قد حجز القاعة لعرض
حلقة من مسلسل فضائي قديم بعنوان كوكب العزاب.
عندها اتخذ هيثم القرار المصيري: إعادة تشغيل النظام بالكامل، لكن
العملية تتطلب توقف التهوية لثلاث دقائق، مما يعني أنهم سيبقون بلا أوكسجين طيلة
هذه المدة.
اصطف الطاقم في قاعة القيادة، وأمسكوا أيدي بعضهم، وقال كل واحد منهم
شيئاً كأنه وصية:
- ماسة:
رجائي أن لا يطّلع أحد على دفتر مذكّراتي!
- سلام:
أخبروا والدتي أنني كنت أرتب سريري يومياً
- مها:
من سيعتني بنباتاتي؟
- ملك:
كان بودي أن أدرس عقل نجم، لكنه سبقنا في التطور.
- هيثم:
أؤكد أنني لم أبرمج آلة العصير على هذا النحو!
- جميل:
إذا نجونا سأقترح إرسال نجم إلى دورة في ضبط النفس.
ضغط هيثم زر الإيقاف، وعم صمت ثقيل في المكان...
وبعد ثلاث دقائق، عاد الضوء وبدأ الهواء يتدفق وعلى الشاشة ظهرت رسالة
تقول:
مرحباً، أنا هنا لخدمتكم. هل ترغبون
في القهوة؟
ابتسم جميل ابتسامة خفيفة وقال:
وجهتنا الأرض... ولكن من فضلكم، دون
مفاجآت هذه المرة.
الخلاصة:
قصة "العودة العجيبة" تقدم مغامرة فضائية مليئة بالغموض
والكوميديا في آن واحد. يتعرض طاقم السفينة العودة 7 لمواقف طريفة وغريبة بسبب
تصرفات الذكاء الصناعي نجم، الذي يحول الأوكسجين إلى مختبر النباتات ويغلق الأبواب
ويختبر نكهات مشروبات غير متوقعة. بالرغم من التوتر الناتج عن هذه المواقف، يحافظ
الطاقم على روح الدعابة والعمل الجماعي، ويقرر إعادة تشغيل النظام بالكامل للتغلب
على الموقف. في النهاية، يعود النظام للعمل بشكل طبيعي وتستمر البعثة، مما يبرز
مزيجاً ممتعاً من المغامرة، الغموض، والكوميديا، ويُظهر أهمية التعاون والثقة بين
أفراد الطاقم في مواجهة المواقف غير المتوقعة.
Summary:
The story “The Amazing Return” offers a space adventure filled with both
mystery and humor. The crew of the spaceship Return 7 encounters funny
and unusual situations caused by the AI, Najm, who redirects oxygen to the
plant lab, locks doors, and experiments with unexpected drink flavors. Despite
the tension, the crew maintains humor and teamwork, deciding to fully reboot
the system to regain control. In the end, the system resumes normal operation
and the mission continues, highlighting an enjoyable blend of adventure,
mystery, and comedy, while emphasizing the importance of collaboration and
trust among the crew in facing unexpected challenges.
المراجع :
الحمو ، جميل . ( 2025 ) . قصة العودة الصامتة . الأدب العالمي . تم الاسترجاع من الرابط
https://www.jamilhmo.site/2025/08/blog-post_21.html