لقد كانت المقالات السابقة مليئة بالمعلومات المهمة، حيث تعلمنا الكثير عن
الذكاء العاطفي ومن الأمور التي تعلمتها وأضيفت الى معلوماتي هي:
طريقة التعبير عن المشاعر والاحتياجات دون اللجوء الى العنف اللفظي أو
النفسي وذلك لبناء علاقة قائمة على التعاطف والتفاهم، مما يخلق بيئة عمل أكثر فاعلية،
وهنا تأتي أهمية التفكير في مواقفنا الإيجابية والسلبية وكيفية التعبير عنها بوعي واحترام،
مما ينعكس ذلك على التواصل وأداء الفريق. (بريهوم، 2013)
بالإضافة الى ذلك تعلمت أن الذكاء العاطفي يتكون من عدة عناصر وهي
الوعي الذاتي، إدارة العواطف، الدافعية، التعاطف، والمهارات الاجتماعية كما أن
الشخص الذي يمتلك ذكاءً عاطفياً مرتفعاً يكون أكثر قدرة على قراءة مشاعر الآخرين
والتعامل معها بفعالية. (موصللي، 2013)
فالذكاء العاطفي يساعد القائد في تحفيز الآخرين وتعزيز العلاقات
وتحقيق الأهداف من خلال الوعي بالمشاعر والقدرة على ضبط النفس، بالإضافة الى ذلك
ترتبط العاطفة بالتفكير ارتباطاً عميقاً، حيث أن المشاعر تساهم في توجيه عملية
اتخاذ القرار، وغيابها قد يؤدي إلى قرارات باردة وغير إنسانية وبالتالي فإن تعزيز
الذكاء العاطفي يرفع من جودة التواصل ويقلل من النزاعات في مختلف البيئات، خاصة
المهنية. (موصللي، 2013)
وصف التمرين الذي قررت القيام به مع شريكي وتعليق على ما تعلمته
التمرين الذي قررنا القيام به هو تمرين (( الاستماع التعاطفي )) من
أساليب التواصل غير العنيف. يتمثل التمرين في تبادل الأدوار حيث يتحدث أحدنا عن
موقف أثر عليه عاطفياً، والآخر يصغي دون مقاطعة، ثم يعيد ما فهمه من مشاعر
واحتياجات المتحدث.
أثناء النقاش، تعلمت أهمية أن أكون حاضراً ذهنياً، وأتجنب التقييم أو
النصح أثناء استماع شريكي. كما لاحظت أن مجرد التعبير عن المشاعر بطريقة محترمة
يخلق نوعاً من الراحة والانفتاح. التمرين ساعدني في التمييز بين الملاحظة والحكم،
حيث كنا نحرص على أن نصف الواقع دون إصدار أحكام، وهو من أهم مبادئ التواصل غير
العنيف. كذلك، لاحظنا أن تكرار ما فهمناه من الطرف الآخر عزز الثقة وساعد على
تصحيح أي سوء فهم. من خلال هذا التمرين، أدركنا كيف يمكن للغة أن تبني أو تهدم
الجسور بين البشر، وأهمية اختيار الكلمات والنية الصادقة عند الحديث.
ملاحظاتي المقدمة لزميلي
زميلي كان متجاوباً بشكل كبير أثناء الحديث، وقد أظهر مستوى عالٍ من
الوعي العاطفي، حيث تمكن من وصف مشاعره واحتياجاته بطريقة مباشرة وواضحة. إحدى
نقاط القوة التي لاحظتها هي قدرته على الإنصات دون مقاطعة، مما شجعني على التعبير
بحرية. استخدم جملاً مثل :أشعر بالإحباط
لأنني بحاجة إلى الاعتراف بمجهودي، وهو ما يعكس إدراكاً لأهمية ربط المشاعر
بالاحتياجات.
ومع ذلك، قدمت له ملاحظة حول استخدام بعض العبارات التي قد تفهم
كتقييم مثل: يجب أن تكون أكثر تنظيماً، واقترحت عليه إعادة صياغتها إلى شكل احتياج
مثل: أحتاج إلى وضوح أكثر في المهام حتى أتمكن من الأداء الجيد.
كقائد وجدت أن تواصله كان محفزاً في أغلب الأوقات، لكنه يحتاج إلى
الوعي بنبرة الصوت، حيث ارتفعت في لحظة معينة مما أثر على سلاسة الحديث. أشرت إليه
بأهمية التنفس قبل الرد، خاصة في المواقف التي قد تستفز المشاعر.
في المجمل، أظهرت ملاحظاتي مدى التقدم في استخدام أدوات التواصل غير
العنيف، وشجعت زميلي على مواصلة الممارسة، لما لها من أثر إيجابي في العلاقات
المهنية والشخصية.
وفي الختام نرى أن التواصل غير العنيف هو أكثر من مجرد أسلوب، إنه نمط
حياة يعيد بناء الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا وإلى الآخرين. ومن خلال تطبيق
مبادئ الذكاء العاطفي والاستماع التعاطفي، يمكننا خلق بيئات عمل يسودها الاحترام
والدافعية والتفاهم. لقد أكدت تجربتنا مع هذا التمرين أن النية الصادقة والملاحظة
الدقيقة للمشاعر والاحتياجات تفتح أبواباً للتغيير العميق والإيجابي في حياتنا
اليومية.
الخلاصة:
توضح الدراسات
أهمية الذكاء العاطفي في تحسين التواصل والأداء في بيئات العمل، حيث يساعد القائد
العاطفي على التعبير عن مشاعره واحتياجاته بوعي واحترام، مما يخلق بيئة عمل أكثر
تفاعلاً وتعاوناً. يشمل الذكاء العاطفي عدة عناصر مثل الوعي الذاتي، إدارة
العواطف، الدافعية، التعاطف، والمهارات الاجتماعية، التي تساهم في قراءة مشاعر
الآخرين والتعامل معها بفعالية. كما يرتبط الذكاء العاطفي بعملية اتخاذ القرار
التي تصبح أكثر إنسانية وواقعية، مما يقلل من النزاعات ويعزز جودة العلاقات
المهنية.
تجربة تطبيق
تمرين "الاستماع التعاطفي" مع شريك ساعدت في تعزيز مهارات الاستماع
الفعّال، والتمييز بين الملاحظة والحكم، وأظهرت أهمية اختيار الكلمات والنوايا
الصادقة في التواصل. كما تم تقديم ملاحظات بناءة لشريك الحوار حول تحسين التعبير
والتواصل بنبرة هادئة.
في الختام، يُعد
التواصل غير العنيف نمط حياة يساعد على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم،
ويعزز بيئات عمل إيجابية، حيث تمثل النية الصادقة والملاحظة الدقيقة للمشاعر
والاحتياجات مفتاحاً للتغيير الإيجابي في الحياة اليومية.
Summary:
Studies highlight the importance of emotional intelligence in
enhancing communication and performance in work environments. An emotionally
intelligent leader expresses feelings and needs with awareness and respect,
creating a more interactive and collaborative workplace. Emotional intelligence
comprises elements such as self-awareness, emotion management, motivation,
empathy, and social skills, which help in effectively reading and responding to
others' emotions. It is also linked to decision-making processes that become
more humane and realistic, reducing conflicts and improving professional
relationships.
The experience of practicing the "empathetic listening"
exercise with a partner helped develop effective listening skills, distinguish
between observation and judgment, and demonstrated the importance of choosing
words and sincere intentions in communication. Constructive feedback was
provided to the partner regarding clearer expression and maintaining a calm
tone.
In conclusion, non-violent communication is a lifestyle that
fosters relationships based on respect and understanding and promotes positive
work environments. Genuine intentions and careful attention to feelings and
needs are key to positive change in daily life.
المراجع :
موصللي ، محمد . ( 2013 ) . أثر الذكاء العاطفي في أداء المديرين
وأنماط القيادة الإدارية . حلب ، سوريا : جامعة حلب ، كلية الاقتصاد . تم
الاسترجاع من الرابط
http://mohe.gov.sy/master/Message/Mc/mhmd%20moselli.pdf
مارشال ، روزنبرغ . ( 2013 ) . التواصل غير العنيف في يومياتنا .
ترجمة فاطمة بريهوم .الجزائر ، الجزائر دار الألمعية للنشر والتوزيع . تم
الاسترجاع من الرابط
