المسؤولية الأخلاقية لأصحاب الكازينوهات

تعتبر الكازينوهات من الأنشطة الاقتصادية المثيرة للجدل ، حيث يمكن أن يكون وجود الكازينوهات يرتبط بزيادة معدلات الجريمة ، بما في ذلك السرقة والاعتداء وحتى الجرائم العنيفة مثل الاغتصاب و يطرح هذا الأمر تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية لأصحاب الكازينوهات ، ومدى وجوب محاسبتهم على الآثار السلبية التي قد تترتب على أنشطتهم التجارية .

المسؤولية الأخلاقية لصاحب الكازينو

بالرغم من أن العديد من الدول تفرض قوانين تحمي أصحاب الكازينوهات من المساءلة القانونية عن الجرائم التي قد تحدث ، إلا أن المسؤولية الأخلاقية لا يمكن تجاهلها. فالمسؤولية الأخلاقية تتجاوز القوانين المكتوبة لتشمل الأثر المجتمعي لأنشطة الأعمال . ( الغالبي و العامري ، 2010 )

إذا كنت صاحب كازينو، فمن واجبي الأخلاقي اتخاذ إجراءات لتقليل الأضرار المحتملة فيمكنني على سبيل المثال :

1 - توفير برامج توعية حول إدمان القمار: يمكن تنظيم ورش عمل ونشر مواد تعليمية لزيادة الوعي بمخاطر الإدمان .

2 - التعاون مع الجهات الأمنية : لتعزيز الأمان في المناطق المحيطة بالكازينو ومنع وقوع الجرائم .

3 - وضع سياسات داخلية : مثل منع دخول الأشخاص الذين يثبت أنهم يعانون من إدمان القمار أو لديهم سوابق إجرامية متعلقة بالمقامرة.

إدارة كازينو من خلال منظمة خيرية :

في حال كنت شريكا في منظمة غير ربحية تدير كازينو، بهدف تمويل مشاريع خيرية مثل بناء المدارس ، فإن الجانب الأخلاقي لا يزال موضع تساؤل فمن جهة استخدام عوائد الكازينو لدعم التعليم والتنمية قد يبدو إيجابياً ومن جهة أخرى ، إذا تسبب نشاط الكازينو في إلحاق الضرر ببعض الأفراد ، مثل إفقارهم أو دفعهم للجريمة فمن حقهم المطالبة بالعدالة .

فإذا تعرض شخص لخسائر مالية فادحة وأثر ذلك على أسرته، قد يكون من حقه رفع دعوى قضائية من منطلق الضرر الناتج عن بيئة تشجع على المقامرة ومع ذلك يمكن تقليل المخاطر من خلال وضع سياسات تمنع دخول الأشخاص المعرضين للخطر أو تخصيص جزء من الأرباح لمساعدتهم . ( الغالبي و العامري ، 2008 )

وبرأيي لا يمكننا بناء جزء من المجتمع كدعم التعليم من خلال تدمير جزء آخر من المجتمع وهو نشر المقامرة وغيرها من الأمور اللاأخلاقية .

وراثة أسهم كازينو :

برأيي فإن لم يشارك بشكل مباشر في إدارة النشاط ، لكنه يستفيد ماليًا منه في هذه الحالة ، يمكن تبرير عدم مسؤوليته عن الأضرار الناجمة عن نشاط الكازينو، خاصة إذا لم يكن لديه سيطرة على سياسات التشغيل .

ولكن إذا كان الوريث مدركا للأضرار الناجمة عن عمل الكازينو ولم يتخذ خطوات لتصحيح الوضع ، فقد يكون هناك مبرر أخلاقي لمساءلته يمكنه على سبيل المثال تخصيص جزء من أرباحه لدعم برامج التوعية أو مساعدة المدمنين على القمار، مما يعكس التزاما بالمسؤولية الاجتماعية . ( الإسلام سؤال وجواب ، د ت )

أما بالنسبة لى فمن من طلق الرادع الديني والاجتماعي و عدم قناعتي التامة بهذه الاعمال ، فقد أقوم بإغلاق تام للمنشأة وتحويلها الى أي عمل آخر أرى انه أخلاقي ولا يمس المجتمع بأي أضرار .

فرض الضرائب على الكازينوهات :

تفرض بعض الدول ضرائب خاصة على الكازينوهات حيث يطلب منهم دفع مبالغ معينة لدعم برامج إصلاحية أو لتغطية التكاليف الناتجة عن زيادة الجرائم في المناطق المحيطة

من الناحية الأخلاقية فرض الضرائب لا يعفي الكازينوهات من المسؤولية الكاملة ، ولكنه قد يكون وسيلة لتخفيف بعض الأضرار الناجمة عن أنشطتها .

ومثال على ذلك لنفترض أنه يتم توجيه جزء من عائدات الكازينوهات إلى برامج إعادة تأهيل المدمنين على القمار و لكن إذا لم تستخدم هذه الأموال بشكل صحيح فقد تظل المشكلة قائمة ويظل الكازينو مسؤولاً عن تبعات نشاطه .

و في الختام ومن معتقدي الشخصي فإنني ارفض رفضاً قطعي أعمال الكازينوهات لما فيها من أضرار على جزء من المجتمع ، واعتبرها مهنة غير أخلاقية تماماً ، وكما قلت سابقاً لا مكننا بناء جزء من المجتمع من خلال تدمير جزء آخر .