تشير الأخلاقيات في مكان العمل إلى مجموعة من المبادئ التي تحكم سلوك
الأفراد في المؤسسة ، وعادة ما تحدد ما هو السلوك المقبول وغير المقبول فهي إطار
عمل يحدد السلوك الصحيح مع استبعاد السلوك الذي يعتبر غير صحيح ، كما تعتبر
الأمانة والمصداقية من القيم الأساسية في ثقافة الشركات ، حيث تحدد مدى التزام
الشركة بالشفافية والعدالة تجاه عملائها ، وهذا ما يحدد توجه الشركة نحو اخلاقيات
العمل من عدمه . ( جودة ، 2010 )
هل تطبق شركة FinerBags.com
الأمانة
والمصداقية
برأيي لا يمكن القول إن شركة FinerBags.com تطبق الأمانة والمصداقية ، لأنها تعتمد على بيع
منتجات مقلدة تحمل تصاميم وعلامات تجارية ليست ملكا لها، ودون الرجوع الى أصحاب
هذه التصاميم حيث أعتبر هذا التصرف بعبد كل البعد عن الأمانة والقيم الاخلاقية .
فحتى لو كانت الشركة تعلن بوضوح أن حقائبها ليست أصلية ، ولكن ذلك لا
يعفيها من مسؤولية بيع منتجات تنتهك حقوق الملكية الفكرية للعلامات التجارية
الأصلية .
على سبيل المثال، إذا قام
متجر ببيع عطور تحمل شعار" شانيل " ولكنه يوضح أنها تقليد، فإن ذلك لا
يزال يعتبر تعدياً على العلامة التجارية ، حتى لو كان المستهلك مدركاً لحقيقة
المنتج .
تعارض ثقافة الشركات بين الواقع والتصريحات الرسمية
أنا أتفق مع الرأي القائل بأن ثقافة الشركات تتعارض عندما يختلف ما
يحدث في الواقع عن ما يحدده المسؤولون . فالشركات الناجحة تعتمد على بناء الثقة مع
عملائها، وعندما تدعي شركة أنها تلتزم بالأمانة والجودة بينما تبيع منتجات غير
أصلية، فإنها تخلق فجوة بين القيم التي تروج لها وما تطبقه فعلياً.
ومثال على ذلك : قد تدعي شركة معينة أنها تلتزم بالحفاظ على البيئة ،
لكنها في الواقع تستخدم مواد ملوثة ، مما يؤدي إلى تراجع ثقة العملاء ، وهذا ما ينطبق على FinerBags.com حيث إن بيع حقائب مقلدة
لا يعكس ثقافة شركة تحترم الأمانة والملكية الفكري ة.
المسألة الأخلاقية في بيع المنتجات المقلدة
من الناحية الأخلاقية بيع المنتجات المقلدة يثير العديد من الإشكاليات
، فمن جهة يتيح هذا السوق للأشخاص الذين
لا يستطيعون شراء المنتجات الأصلية فرصة الحصول على سلع مماثلة بأسعار أقل، مما قد
يجلب لهم السعادة.
ولكن من جهة أخرى فإن هذا
الفعل يساهم في الإضرار بالشركات الأصلية، ويشجع على ممارسات غير قانونية، مثل
انتهاك حقوق الملكية الفكرية واستغلال العمالة الرخيصة .
إذا كان الهدف الأساسي من شراء الحقيبة المقلدة هو خداع الآخرين
وإيهامهم بأنها أصلية ، فإن ذلك يطعن بأخلاقية المستهلك نفسه ، فالسلوك القائم على
الخداع لا يتماشى مع القيم الأخلاقية، حتى لو كان يحقق رضا شخصيا .
فمثلًا، إذا قام شخص بشراء
شهادة جامعية مزيفة لزيادة فرصه في الحصول على وظيفة ، فإن ذلك يُعد تصرفاً غير
أخلاقي لأنه يقوم على التزييف والخداع ، بغض النظر عن الفوائد التي قد يجنيها
الشخص .
أي من الحجتين يمكن استخدامها لإغلاق الشركة؟
يمكن استخدام حجة الصواب والخطأ يحدد من قبل المبادئ الموجودة مسبقًا كقاعدة
أخلاقية لإغلاق FinerBags.com وذلك
لأن انتهاك حقوق العلامات التجارية هو فعل خاطئ بموجب القوانين والمعايير
الأخلاقية المعترف بها عالميا .
وفقا لنظرية كانط في الضرورة الحتمية ، فإن الأفعال الصائبة يجب أن
تكون مقبولة عالمياً ، إذا اعتبرنا أن بيع المنتجات المقلدة فعل مقبول ، فإن ذلك
يعني أنه من المقبول لأي شخص تقليد أي علامة تجارية، مما يؤدي إلى انهيار قيمة
الملكية الفكرية ، وإضعاف الابتكار، وتقليل ثقة المستهلكين في المنتجات . ) الهادي ، 2023 )
ومثال على ذلك إذا أصبح من المقبول قانونياَ أن يبيع الجميع نسخا
مقلدة من هواتف ايفون ، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير الابتكار في صناعة الهواتف ، حيث
لن يكون هناك حافز للشركات الأصلية للاستثمار في البحث والتطوير، مما يضر
بالمستهلكين في النهاية .
وفي الختام إن بيع المنتجات المقلدة مثل تلك التي يقدمها FinerBags.com يعتبر قضية أخلاقية ، حيث
إنه يحقق منفعة للبعض ولكنه يضر بالشركات الأصلية ويشجع على ممارسات غير قانونية ،
فالأمانة والمصداقية في ثقافة الشركات تعني الالتزام بالشفافية واحترام حقوق
الملكية الفكرية ، وهو ما يتعارض مع طبيعة عمل هذه الشركة. بناءً على المبادئ
الأخلاقية ، ومن الاجدر على الشركة عمل علامة تجارية خاصة بها تستهدف العملاء
الذين يرغبون بحقائب ذات أسعار منخفضة ومقبولة دون اللجوء الى تزوير العالمات
التجارية العالمية .
المراجع :
جودة ، محفوظ . ( 2010 ) . إدارة الموارد البشرية . عمان ، الأردن :
دار وائل للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط
https://platform.almanhal.com/Reader/Book/589
الهادي ، محمود . ( 2023 ) . كيف حول الفيلسوف كانط الأخلاق إلى
قوانين . موقع الجزيرة نت . تم الاسترجاع من الرابط