تعد خدمات
النظام البيئي من أهم الركائز التي تقوم عليها الحياة البشرية، فهي تمثل الفوائد
التي نحصل عليها من الطبيعة بشكل مباشر أو غير مباشر، وتشمل هذه الخدمات كل ما
توفره الغابات و البحار و الأنهار و الأراضي الزراعية والمناخ من دعم للحياة، مثل
تنقية الهواء والماء و تنظيم المناخ و تلقيح المحاصيل و خصوبة التربة، بالإضافة
الى توفير الغذاء والدواء، وعلى الرغم من أننا نعيش يومياً ضمن هذه الخدمات
ونستفيد منها، إلا أننا غالباً لا ننتبه لقيمتها الحقيقية إلا عندما تبدأ في
التدهور أو الزوال. ( شركة العربية ، 2025 )
وبعد قراءتي
وتصفحي للعديد من المواقع على شبكة الانترنت اوقفني موقع سوريا ( 2025 ) والذي تكلم
عن أهمية خدمات النظام البيئي و أنواعها والتهديدات التي تواجهها بالإضافة الى
الإجراءات الممكن اتخاذها .
1 - نوعان مهمان
من خدمات النظام البيئي في سوريا
أولاً - تنظيم
المناخ وجودة الهواء
في
منطقتي الواقعة في الجزء الشمالي من سوريا، وخاصة في القرى والمناطق الجبلية، تلعب
الغابات والأراضي المزروعة دوراً كبيراً في تنظيم المناخ المحلي، وتخفيف درجات
الحرارة خلال الصيف الحار، وحبس الغبار وتصفية الهواء من الملوثات، فيعتبر وجود
الأشجار والنباتات بكثرة هام لتوازن بين
الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون، مما ينعكس إيجاباً على صحة الإنسان وجودة الحياة،
هذه الخدمة البيئية تعتبر بالغة الأهمية خصوصاً في زمن تتفاقم فيه التغيرات
المناخية.
ثانياً - حماية
التربة وتثبيتها
تعد
الغابات الجبلية المحيطة بريف إدلب واللاذقية مصدراً مهماً لحماية التربة من
الانجراف والتآكل، خصوصاً في موسم الأمطار الغزيرة، فجذور الأشجار تثبت التربة
وتمنع انجرافها إلى الأودية والسدود، كذلك الأراضي الزراعية التقليدية المتدرجة
تساعد في حماية التربة من التدهور وتحافظ على خصوبتها، مما يدعم استدامة الإنتاج
الزراعي المحلي.
2 - التهديدات
والتكاليف الاقتصادية المحتملة
هذه الخدمات
تواجه تهديدات متزايدة نتيجة عوامل بشرية وطبيعية ومثال على ذلك:
- إزالة الأشجار
من أجل التوسع العمراني أو الحطب أدى إلى انكشاف التربة، وحتى الحراق التي نشاهدها
يومياً في أشجار الساحل، وبالتالي زيادة خطر الانجراف خلال العواصف.
- في غياب الغطاء النباتي،
ستزداد الفيضانات وتقل خصوبة الأراضي، مما يؤدي إلى انخفاض المحاصيل الزراعية
وارتفاع أسعار الغذاء.
- تدهور جودة الهواء
والماء، سينعكس مباشرة على الصحة العامة، مما يزيد من الإنفاق الحكومي والأهلي على
الرعاية الصحية.
- خسارة في
السياحة البيئية، خاصة في المناطق الجبلية التي كانت تستقطب الزوار للاستمتاع
بالمناظر الطبيعية، وهو ما يؤثر على دخل المجتمعات المحلية.
3 - الإجراءات
الممكن اتخاذها لحماية هذه الخدمات
لحماية
هذه الكنوز البيئية، يمكن اتخاذ عدة خطوات على مستوى الأفراد والمجتمع:
-
التوعية البيئية: زيادة الوعي بين السكان وخاصة طلاب المدارس
والجامعات حول أهمية خدمات النظام البيئي، وأثر سلوكهم اليومي على استدامة الموارد.
-
إعادة التشجير: إطلاق
حملات تشجير سنوية، ومشاركة المجتمعات المحلية في زراعة الأشجار المحلية التي
تتحمل مناخ المنطقة.
-
وقف التصحر:
من
خلال استخدام تقنيات الزراعة المستدامة التي تحافظ على التربة وتقلل من استخدام
المواد الكيميائية.
-
دعم القوانين البيئية: دعم السياسات
التي تمنع قطع الأشجار العشوائي أو البناء غير المنظم على حساب الأراضي الزراعية
أو الغابات.
- التعاون المشترك بين
المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والمنظمات البيئية لوضع خطط لحماية النظام
البيئي على المدى الطويل.
4 – مما تعلمته لهذا
الأسبوع :
ما تعلمته هذا
الأسبوع غير نظرتي للطبيعة. لم أكن أقدر من قبل كم من الخدمات نحصل عليها مجاناً
من الأرض، إن فهمي لأهمية التوازن البيئي أشعل بداخلي مسؤولية جديدة، و أدركت أن
حماية البيئة ليست رفاهية أو ترفاً بل مسألة بقاء، فكل شجرة نزرعها و كل قطرة ماء
نوفرها و كل كيلوغرام نعيد تدويره، هو جزء من استعادة هذه الخدمات وضمان مستقبل
أفضل للأجيال القادمة.
وفي
الختام يمكن القول إن خدمات النظام البيئي تمثل العمود الفقري لحياتنا اليومية،
رغم أننا نراها على الأغلب كأشياء مفروغ منها، لكننا إن لم نحمها سنخسر أكثر بكثير
مما نتصور، إن حماية البيئة لا تبدأ من القوانين فقط بل من وعينا الفردي والجماعي،
ومن إدراكنا بأن الأرض لا تعطي دون مقابل وعندما نتجاهل هذا العطاء، يكون الثمن
غالياً. فهل نملك الشجاعة لحماية ما تبقى قبل فوات الأوان؟
الخلاصة:
تعد
خدمات النظام البيئي الركيزة الأساسية لاستمرار الحياة البشرية، إذ توفر فوائد
جوهرية مثل تنقية الهواء والماء، تنظيم المناخ، تلقيح المحاصيل، وحماية التربة. في
سوريا، تبرز أهميتان رئيسيتان: تنظيم المناخ وجودة الهواء عبر الغابات والأراضي
الزراعية، وحماية التربة من الانجراف عبر الأشجار والأراضي المتدرجة. تواجه هذه
الخدمات تهديدات كبيرة مثل إزالة الغابات، الحرائق، الفيضانات، تراجع خصوبة
التربة، تدهور جودة الهواء والماء، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية وصحية وسياحية.
ولحماية هذه النظم، يجب التركيز على التوعية البيئية، حملات التشجير، وقف التصحر،
تطبيق القوانين البيئية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات والمجتمع. التجربة تؤكد أن
حماية البيئة ليست رفاهية بل ضرورة وجودية، وأن أي إهمال يقود إلى خسائر باهظة،
بينما الوعي الفردي والجماعي يشكل حجر الأساس للاستدامة.
Summary:
Ecosystem services are the backbone of human life, providing vital benefits
such as air and water purification, climate regulation, crop pollination, and
soil protection. In Syria, two major services stand out: climate and air
quality regulation through forests and farmland, and soil protection against
erosion through trees and terraced fields. These services face severe threats
such as deforestation, wildfires, floods, soil degradation, and declining air
and water quality, leading to economic, health, and tourism losses. Protecting
them requires environmental awareness, reforestation campaigns, combating
desertification, enforcing environmental laws, and fostering cooperation
between institutions and communities. The lesson learned is that protecting the
environment is not a luxury but a necessity for survival; neglect leads to high
costs, while collective and individual awareness forms the foundation for
sustainability.
المراجع :
شركة العربية
للخدمات البيئية . ( 2025 ) . ما المقصود بالخدمات البيئية . تم الاسترجاع من
الرابط
https://alarabiah.sa/%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/
موقع سوريا . (
2025 ) . النباتات السورية ودورها في خدمات النظم البيئية . تم الاسترجاع من
الرابط
https://syrianpedia.com/nbtsornzm/