شهد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين تحولاً اجتماعياً غير مسبوق , بفعل الثورة الحاصلة في مجال تكنولوجيا الاعلام والاتصال , والتي لم تترك مجالاً من مجالات الحياة إلا واقتحمته بقوة , وارغمت العالم على التعامل معها كواقع لابد منه . (( بعزيز ، 2019 ))
وهذا التحول جاء بعد المجتمع الزراعي الذي كان يعتمد على الزراعة والمجتمع الصناعي الذي كان يعتمد على الثروات الطبيعية من النفط والغاز وغيرها , وتم تسمية هذا المجتمع الجديد بمجتمع المعلومات . (( بعزيز ، 2019 ))
وبسبب هذا التحول الكبير اختلفت وتطورت العلاقات بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية . فسابقاً كانت المجتمعات تعتمد على الزراعة والصناعة لقوت يومها وكانت المعلومات تختصر على ما يتم تلقيه من الدولة أو المجتمع المحيط بكلفة المجالات وعليه فإن التقدم في الصناعة أو الزراعة كان يحصل ببطيء كبير لعدم تبادل الخبرات بين المجتمعات , ولكن في عصر التكنولوجيا فإن أي معلومة حول أي اختصاص تنتشر في العالم كانتشار النار في الهشيم , مما يتيح لسائر مجتمعات العالم الاستفادة من هذه المعلومة .
ومن الأمور الجيدة التي اراها في مجتمع المعلومات , أنه وبسبب التطور الكبير في مجال التكنولوجيا والاتصال فقد أتاح ذلك التعلم لكافة فئات المجتمع من خلال المدراس والجامعات الافتراضية بالإضافة الى الدورات التدريبية التي يستطيع أي فرد الوصول اليها من خلال شبكة الانترنت , مما أدى الى زيادة مهارات الجيد الجديد , بعكس الجيل السابق الذي اختصرت معرفته على مهارة أو اثنتين .
ومن جهة أخرى فإن عصر التكنولوجيا أو المجتمع المعلوماتي له آثار سلبية على المجتمع , ومنها انعزال أفراد المجتمع بسبب إمكانية التواصل عن بعد وانخفاض الترابط بين افراد المجتمع لندرة التواصل المباشر بين افراده .
بالإضافة الى تحكم الدول المتقدمة بوسائل تكنولوجيا الاتصال مما يعرضنا الى انتقال المعلومات من تلك الدول إلى الدول النامية وحتى لو كانت تلك المعلومات خاصة بالدول النامية مما يعرضنا للوقوع في فخ العولمة الليبرالية والتي قد تؤثر على قيمنا ومبادئنا .
وفي الختام إن للتكنولوجيا وجهين مختلفين , الوجه الأول له فوائد كثيرة ويساعد المجتمع على التقدم والازدهار , والوجه الأخر يؤدي الى تراجع الترابط بين افراد المجتمع والتطبع بالقيم والمبادئ الغربية .
وعليه ولتجنب ذلك على الدول النامية والدول العربية زيادة الوعي بالتقدم التكنولوجي والعمل على نشر الثقافة ودعم الصناعات التكنولوجية والحد من استيرادها من الدول الأخرى وبذلك نكون المجتمع الأكثر استفادة من التقدم التكنولوجي .
المراجع :
بعزيز , ابراهيم , ( 2019 ) , الدول العربية ومجتمع المعلومات . ملف ( pdf ) . مكتبة المنهل . تم الاسترجاع من الرابط :
جميل الحمو / 2023
الخلاصة :
شهد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين تحولاً اجتماعياً بسبب ثورة تكنولوجيا الاعلام والاتصال. تم تسمية هذا التحول بمجتمع المعلومات. وقد أدى هذا التحول إلى تطور العلاقات بين الأجيال وزيادة الوعي والتعلم. ومع ذلك، له آثار سلبية مثل انعزال الأفراد وتحكم الدول المتقدمة بوسائل التكنولوجيا. ولتجنب هذه الآثار السلبية، يجب زيادة الوعي بالتقدم التكنولوجي ودعم الصناعات التكنولوجية.
Summary: The world witnessed a social transformation in the second half of the twentieth century due to the revolution in information and communication technology. This transformation was named the information society. It led to the evolution of relationships between generations and an increase in awareness and learning. However, it also has negative effects such as individual isolation and the control of advanced countries through technology. To avoid these negative effects, awareness of technological advancement must be increased and technological industries supported.