التنمية هي عملية ديناميكية تتكون أساساً من سلسلة كبيرة من المتغيرات الوظيفية والبنائية التي تحدث نتيجة تفاعل الانسان مع بيئته وذلك بهدف استثمار موارد المجتمع ومكوناته الى اقصى درجة ممكن . (( الباحثون السوريون . 2016 ))
فالتنمية ليست محصورة في تراكم رأس المال فهي تعني تحول وتغيير في المجتمع من وضع سابق الى وضع جديد أفضل يرتقي بالمجتمع الى اقصى درجة ممكنة من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
وبهذا التعريف نستنتج أن التنمية ترتبط بجميع جوانب الحياة وليس فقط بالوضع الاقتصادي , فبالإضافة الى التنمية الاقتصادية هناك التنمية السياسية والفكرية و الاجتماعية .
إلا أن مفهوم التنمية في الفكر الغربي يركز على تحقيق نمو مستمر في الناتج القومي الإجمالي وما ينتج عنه من تحقيق نمو مستمر في دخل الفرد الإجمالي وما يؤدي إليه ذلك من تحسن في ظروف المعيشية للمواطنين في البلدان غير الغربية التي عرفت بالبلدان النامية أو بلدان العالم الثالث .
(( خمش . 2004 ))
فهل كان مفهوم التنمية من وجهة نظر الدول الغربية صحيح ؟؟
فقد تم وضع عدد من النظريات لمفهوم العولمة منها النظرية التبعية ونظرية التحديث ونظرية النظام العالمي جميعها يدور حول تأثير الدول المتقدمة على الدول النامية وكيفية تقسيم العالم و تقدم دول العالم الثالث بحسب تلك النظريات .
ومثال على ذلك نظرية التبعية حيث أنه وبحسب هذه النظرية أثرت التدخلات الاستعمارية على التقدم و التطور في الدول التي كانت مستعمرة من الدول المتقدمة ولن تستطيع التقدم بسبب التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية .
وهذا ما يوضح لنا وجه التشابه بين العولمة والتنمية والعلاقة الكبيرة بينهما حيث أن عولمة الفكر الغربي من سياسة واقتصاد و معرفة يصب بالنهاية في مصالح الدول المتقدمة
وفي الختام من وجهة نظري فإن للتنمية علاقة قوية بتقدم البلدان والمجتمعات حيث أنه بدون التنمية الفكرية والعلمية ستبقى المجتمعات دون تقدم , وبدون التنمية السياسية ستفقد تلك البلدان الحق والقانون والارتقاء الحكومي وبدون التنمية الاقتصادية ستبقى المجتمعات والبلدان فقيرة ولا تستطيع النهوض اقتصادياً .
المراجع :
أكرم , محمد . وآخرون . 2016 . التنمية السياسية مفهومها و عناصرها . موقع الباحثون السوريون . تم الاسترجاع من الرابط :
https://www.syr-res.com/article/11580.html
خمش , مجد الدين .( 2004 ). الدولة والتنمية في اطار العولمة . عمان , الأردن : دار مجدلاوي للنشر والتوزيع . تم الاسترجاع من الرابط :
جميل الحمو / 2023
الخلاصة :
التنمية هي عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من المتغيرات الوظيفية والبنائية نتيجة تفاعل الإنسان مع بيئته بهدف استثمار موارد المجتمع. وتشمل التنمية الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية. ومن وجهة نظر الدول الغربية، تركز التنمية على تحقيق نمو مستمر في الناتج القومي الإجمالي وتحسين ظروف المعيشة. وهناك علاقة بين العولمة والتنمية، حيث يصب الفكر الغربي في مصالح الدول المتقدمة. ونظرية التبعية تشير إلى أن التدخلات الاستعمارية أثرت على التقدم في الدول المستعمرة. وبدون التنمية الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية، ستبقى المجتمعات دون تقدم.
Summary:
Development is a dynamic process consisting of a series of functional and structural variables resulting from the interaction of humans with their environment with the aim of investing in community resources. It includes economic, political, intellectual, and social development. From the perspective of Western countries, development focuses on achieving continuous growth in gross national product and improving living conditions. There is a relationship between globalization and development, where Western thought serves the interests of advanced countries. Dependency theory suggests that colonial interventions have affected progress in colonized countries. Without intellectual, scientific, political, and economic development, societies will remain stagnant.