العولمة هي ظاهرة تأخذ أكثر من شكل وتأتي في أكثر من صيغة ولهذا فإن تعبيرها يستخدم في الادبيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . (( التكريتي ، 2010 ))
فالعولمة هي جعل للأشياء طابع عالمي , وجعل نطاقه عالمياً , أي تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله .
والعولمة لفظاً تعني وصف ما يجري على السطح دون أن يفصح عن محتواه الحقيقي ودون إثارة السؤال عن ما يجري عولمته . (( التكريتي ، 2010 ))
و هي ناتج لحركة التقدم التقني وثورة المعلومات والاتصال , فهي زيادة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية من خلال عمليات انتقال السلع ورؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج والأشخاص و المعلومات . (( التكريتي ، 2010 ))
ومن المصطلحات التي قد وردتنا عند البحث و القراءة في تعاريف وتاريخ العولمة ظهرت مصطلحات لم اكن اعلم بها سابقاً وهي الأمركة و الكوكلة أو الكوكاكونيالية أو المكدلة .
وبعد البحث والاستفسار تبين بأن هذه المصطلحات تعني محاولة نقل أو صبغ أي مجتمع أو فرد بالصبغة الأمريكية وإشاعة نمط الحياة الامريكية لدى الدول الأخرى , من فكر وطريقة العيش وحتى السياسة والاقتصاد . (( منصور . 2017 ))
فجميع ما ذكر انفاً من المصطلحات التي تعبر عن استعمار الحياة الاستهلاكية ونمط الحياة اليومية من خلال المنتجات والطريقة الامريكية يتبين بأن أمريكا لجأت الى عولمة أسلوبها وافكارها السياسية بإقحامها في الدول الأخرى ومن وجهة نظر أمريكا فإن هذه الكلمات تعبر عن العولمة لديها بشكل مثالي حيث أنها تقوم بنشر المنتجات و غيرها من الحياة الامريكية حول العالم أي تحول أي شي امريكي الى عالمي بنشره حول دول العالم وهذا من وجهة النظر الأمريكية .
أما من وجهة نظري فاعتقد بأن هذا يعتبر استعمار فكري واقتصادي , حيث أن التطبع بأمريكا سوف ينعكس على سائر الدول سلباً , وذلك بسبب اختلاف الثقافات والأديان بين دول العالم بالإضافة الى تراجع الاقتصاد المحلي لدى تلك الدول بسبب ارتفاع كفة استهلاك المنتجات الامريكية على المنتجات المحلية في الدول الأخرى
وهذا ما يسبب البطالة وركود في استهلاك المنتجات المحلية وهذا ما ينعكس سلباً على هذه الدول
وفي الختام فإننا في الدول العربية يجب أن نقوم بعولمة افكارنا ومنتجاتنا ونشرها في كافة دول العالم و هذا باعتقادي
أنه سوف يرفع المستوى الاقتصادي والفكري لدى دولنا العربية ومن غير الصواب التطبع بشكل كامل بدول الغرب
مع الأخذ بعين الاعتبار نقل التجارب الناجحة فقط من تلك الدول بعد إعادة صياغتها لما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا .
المراجع :
التكريتي , هيفاء عبد الرحمن , ( 2010 ) , آليات العولمة الاقتصادية وآثارها المستقبلية في الاقتصاد العربي , الطبعة الأولى , عمان , الأردن , دار الحامد للنشر والتوزيع
خيري منصور , ( 2017 ) , موقع الخليج , بين العولمة والأمركة .
تم الاسترجاع من الرابط :
بين العولمة والأمركة | خيري منصور | صحيفة الخليج (alkhaleej.ae)
جميل الحمو / 2023
الخلاصة :
العولمة هي ظاهرة تعني جعل الأشياء طابعًا عالميًا وزيادة الارتباط بين المجتمعات من خلال انتقال السلع والأموال والمعلومات. تشمل مصطلحات مثل الأمركة والكوكلة محاولة نقل نمط الحياة الأمريكية للدول الأخرى. العولمة تعتبر استعمارًا فكريًا واقتصاديًا، حيث يمكن أن يؤدي التطبع بالحياة الأمريكية إلى تراجع الاقتصاد المحلي وزيادة البطالة في الدول الأخرى. يجب على الدول العربية عولمة أفكارها ومنتجاتها بحيث يمكن رفع المستوى الاقتصادي والفكري، مع الأخذ بعين الاعتبار نقل التجارب الناجحة من الدول الغربية بعد إعادة صياغتها لتتناسب مع القيم والمبادئ العربية.
Summary:
Globalization is a phenomenon that means making things global and increasing the connection between societies through the movement of goods, money, and information. Terms like "Americanization" and "Coca-Colonization" attempt to transfer the American way of life to other countries. Globalization is considered intellectual and economic colonization, as imprinting the American way of life can lead to a decline in the local economy and an increase in unemployment in other countries. Arab countries should globalize their ideas and products in order to raise their economic and intellectual level, while taking into consideration transferring successful experiences from Western countries after reshaping them to fit with Arab values and principles.