تشكل العولمة تهديدًا للصحة العامة من عدة جوانب، فمن الممكن أن تؤثِّر التوترات الاقتصادية، وفقدان الوظائف، وخفض الأجور، وتدنِّي مستويات السلامة، وسهولة الحصول على منتجات تدمِّر الصحة يمكن أن يؤثِّر ذلك كله على الصحة البدنية والعقلية عند الكثيرين ( الرماني ، 2010 )
وبالإضافة لما ورد سابقاً , فإن للعولمة تأثيراً كبيراً على الصحة , فمن وجهة نظري فإن تحويل العالم الى قرية صغيرة بحسب تعريفات العولمة أدى الى تنقل الافراد في بقاع الأرض بسهولة وسرعة لم تكن سابقاً.
وبسبب هذه السهولة في التنقل بين البلاد , أدى ذلك الى زيادة نسبة تفشي الامراض وانتقالها من بلد الى آخر , واقرب مثال على ذلك ما حصل في العلم جراء انتشار وباء كورونا .
فسبب انتشاره الأول هو سهولة تنقل افراد المجتمع ومن ضمنهم الافراد الذين يحملون هذا الفيروس معهم , مما أدى الى انتشاره في جميع بلاد العالم .
وبالتالي فإن الامن الصحي اصبح هشً , ويمكن اختراقه بأي وقت لعدم مقدرة ضبط انتشار الأوبئة حول العالم بشكل قطعي .
هذا وقد تغير التعامل مع هذه الأوبئة و الأمراض المعدية في زمن العولمة , فكانت الحكومات تضع بعض الضوابط مثل الزام المواطنين والسائحين والزوار لتناول التطعيمات و اجراء الاختبارات التي تؤكد خلوهم من الامراض , وكانت هذه الإجراءات من أهم الشروط للسماح بالسفر لبعض البلاد .
بالإضافة الى كل ما سبق , فقد تم عمل احتكار لبعض التطعيمات والأدوية الخاصة بالأوبئة المنتشرة وقد احتكرت بعض الدول هذه التطعيمات والأدوية , مما سبب تحويل المختبرات الطبية من منظمات علمية ذات دافع انساني سامي الى منظمات تجارية هدفها الربح المادي .
حتى اصبحنا نعتقد بأن انتشار بعض الأوبئة كان مفتعلاً لعدة أسباب :
السبب الأول : هو الحرب الباردة بين الدول فإرسال فيروس إلى البلد الآخر يودي الى انهاك قوى و اقتصاد هذا البلد .
السبب الثاني : هو الربح المادي الكبير الذي يحصل عليه من يقوم بتصدير العلاج أو التطعيمات لهذه الأوبئة .
ولكننا يجب أن لا ننكر بعض الفوائد للعولمة الصحية , فقد ساعد انتشار بعض التطعيمات الى تجاوز بعض من الأوبئة , ومنها قد اختفى تماماً في بعض البلدان , و مثال على ذلك عند انتشار تطعيم مرض شلل الأطفال الذي ساعد مجتمعات العالم على تجاوز هذا المرض الذي كان يستهدف الأطفال .
وكما أن انتشار بعض العلاجات ساعد مجتمعات العالم على تخطي الأمراض و الأوبئة كانت تعتبر اوبئة مستعصية , مثل مرض الكوليرا أو الطاعون . فبعد انتشار العلاجات الخاصة بها اختفت تدريجياً هذه الأوبئة , و يمكننا أن نقول أنها لم تعد بتلك الخطورة التي كانت عليه سابقاً.
وفي الختام , نرى أن للعولمة وجهان متناقضان , إلا أن الوجه السلبي منها يفوق الوجه الإيجابي في بعض الأحيان لما نراه من الفائدة الكبيرة التي تعود على الدول المتقدمة واستنزاف موارد واقتصاد واموال الدول النامية .
عدد الكلمات 417
المراجع :
الرماني , زيد . ( 2010 ) . عولمة الصحة سنة 2000 . موقع الألوكة . تم الاسترجاع من الرابط :
جميل الحمو / 2023
الخلاصة :
تشير النص إلى أن العولمة تشكل تهديدًا للصحة العامة من خلال تأثير التوترات الاقتصادية وفقدان الوظائف وخفض الأجور وتدني مستويات السلامة وسهولة الحصول على منتجات تدمر الصحة. كما يشير النص إلى أن العولمة أدت إلى زيادة انتقال الأمراض بين البلدان بسبب سهولة التنقل، مما أدى إلى انتشار الأوبئة مثل وباء كورونا. ويشير النص أيضًا إلى أن العولمة أدت إلى تغيير في التعامل مع الأوبئة والأمراض المعدية، مع فرض ضوابط مثل التطعيمات والاختبارات للسماح بالسفر. ويشير النص أيضًا إلى احتكار بعض التطعيمات والأدوية وتأثير الربح المادي على تصدير العلاجات. ويشير النص أيضًا إلى الفوائد الصحية للعولمة مثل تجاوز بعض الأوبئة بفضل انتشار التطعيمات والعلاجات. ويختتم النص بالإشارة إلى أن العولمة لها وجهان متناقضان، وأن الوجه السلبي يفوق الإيجابي في بعض الأحيان.
Summary: The text indicates that globalization poses a threat to public health through the impact of economic stress, job loss, wage reduction, lower safety standards, and easy access to products that harm health. The text also suggests that globalization has led to an increase in the spread of diseases between countries due to ease of mobility, leading to the spread of pandemics such as the coronavirus. The text also indicates that globalization has led to a change in dealing with epidemics and infectious diseases, with the imposition of controls such as vaccinations and testing to allow travel. The text also points to the monopolization of some vaccines and medicines and the impact of financial profit on the export of treatments. The text also highlights the health benefits of globalization, such as overcoming some epidemics thanks to the spread of vaccinations and treatments. The text concludes by pointing out that globalization has two contradictory aspects, and that the negative aspect sometimes outweighs the positive.
